لماذا النِّعم في «ديرتي» لناس وناس؟! تطلبون القول إننا بخير، والخير مسروق، والحرامية كثيرون.. فأين حصة الفقراء؟! لقد منّ الله علينا بثروة هبطت من السماء، ومع ذلك لم ننل منها إلا تعبنا وشقاءنا، ولم ننل إلا النزر اليسير، نتيجة دراستنا منذ الصغر، ونهلنا من العلم ما يفوق الوصف. وبعدها توظّفنا وأصبح لنا راتب نعيش منه ونرتزق، ولم يزد علينا شيء، ولم نر الثروة التي نسمع عنها! الفقير دائماً يقول: «الحمد لله» على العافية. نعم، نحن نعيش على الكفاف، نصبر ونقسّط لنتمكن من تحقيق جزء من أحلامنا وآمالنا في هذه الحياة. هذا هو الشعب الكويتي الفقير إللي ينتظر - فقط - زيادة كل عشرين سنة مائة دينار، يفرح ويقول: «الله لا يغيّر علينا»، ومع ذلك نسمع الهول والهوايل والبلاوي، والآبار التي يغرف منها الجشعون، مناقصات رهيبة.. «لمن؟!»، إن الأموال تذهب ذات اليمين وذات اليسار.. «لمن؟!»، هِبات وعطايا وإغداق لهذا وذاك، «قبيضة» بالملايين الحاشية «أبقرت»، والمعنى طفحت من المال الذي أغلبه من حق الفقراء.. فقراء ديرتي، وهم «يشفطون» هذه الأموال لهم، ثم جاءتنا فضيحة «الداو». الفضيحة أن مستشارنا من ملاك «الداو» قبض 17 مليوناًَ ثمن الاستشارة، يا إلهي هل البعض منا أغبياء أم «إزقمبية» أم ربما متواطئون معه «هاف آند هاف»؟! مبلغ هائل 2.2 مليار دولار، عقاباً لها! يا إلهي «هؤلاء تجب محاكمتهم»، يا إلهي، كيف وصل «الإخوان» وسعوا إلى إتمام الصفقة؟ ومن هم «الإخوان»؟ ما أسماؤهم؟ يقولون: هل هي خيانة للوطن؟ وهنا نقول الخيانة «خضرة ولا حمرة»؟! نعم خيانة عظمى، أما وصفهم بأنهم «جهلة»، فهل الحرامي جاهل؟ ولقد قرأنا هذا النص «الرائع»، لقد استخدموا كل قواهم لبلوغ الهدف: كذبوا، دلّسوا، زيّفوا الحقائق، عقدوا المؤتمرات الصحفية، سخّروا وسائل الإعلام المملوكة للدولة.. رفعوا القضايا. وهنا نقول: من هم؟ «ما قصتهم؟»، كيف وصلوا؟ وما علاقتهم؟ شيء يفتتر له الرأس، إحنا ما نعرفهم، من هؤلاء؟! اكشفوا عنهم! هل أموال وثروة الكويت لناس معينين في هذه البلاد، هل الأموال والثروة لهم فقط، وهل سيتحقق هذا المثل لو كل من مر ونجر ما ظل في الوادي شجر؟! الكل يمر «وينجر». وبالفعل، لم يبق شجر نهائي إلا شجرة «كونا كوربس» الطويلة، الشمطاء، المهبولة، المخيفة. إذاً، أين أموالنا؟ «ليش إحنا فقراء مدقعين»، والباقون «يرثلون» من خير ديرتي العظيم، بقوة كان المال شلالا ينهمر؟! أموالنا لمن؟ هل لهم؟ للكلكجية والعفطية والزقبية والزراطين، الذين يزرطون ويشفطون دون أن يشبعوا، والذين لا يحللون ولا يحرمون؟! وتطلبون منا أن نقول إحنا بخير، مع ان الخير «سرقوه»، العييارة «والحرامية» واللي ما يخافون الله. هل الثروة في ديرتي مطر صيف على ناس وناس، وسريات وسيل يسيل له اللعاب؟ من المسؤول عن الحرامية في بلادي؟ وأين الضمير، أين المراقبة، أين القوة، أين المسؤولون، أين الجهات المسؤولة، أين، وأين، وأين.. وأين؟! وأين نحن الفقراء من هذه الثروة؟ وزّعوها على الشعب الفقير بدلاً من هؤلاء «الزطية» الحرامية - العييارة..! آه آه آه آه يا وطن، وكم آه! غنيمة الفهد (مؤرّخة اللهجة الكويتية)