تقرير أخباري عن الكاتب الاسم: زهير الدجيلي أعلنت هيئة النزاهة البرلمانية في العراق تورط مسؤولين كبار في قضية شراء أجهزة مزورة وفاشلة لكشف المتفجرات. وهي قضية تتكشف أوراقها يوما بعد يوم، بعد ان اعتقلت السلطات البريطانية الشخص المورد لهذه الأجهزة للعراق وما أدلى به من اعترافات، واتضح ان بغداد استوردت عشرات الآلاف من هذه الأجهزة الفاشلة التي لم تثبت فعاليتها في الكشف عن المتفجرات، مما سهل على الأرهابيين التسلل الى مواقع كثيرة ووقوع آلاف الضحايا خلال اكثر من سنتين شهد فيها العراق اكبر عملية احتيال ليس فقط لسرقة المال العام انما الاستهانة بأرواح الناس وخداعهم ايضا بوجود ضوابط أمنية لدى الحكومة ومنها هذه الأجهزة التي اتضح انها مجرد «لعب أطفال!». واتضح ايضا أن القضية ليست محصورة في وزارة الداخلية التي استخدمت هذه الأجهزة وتسترت عليها وفشلت في منع أي تفجير تم التخطيط له من قوى الارهاب انما اشتركت في التعاقد على هذه الأجهزة وزارة الدفاع ومكتب نوري المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ووزارات أخرى. وهذه الجهات وبواسطة مسؤولين كبار فيها ابرمت صفقات مشبوهة بعشرات الملايين من الدولارات ذهب جزء كبير منها الى جيوب أولئك المسؤولين الفاسدين الذين مازالوا في مناصبهم. وترافق هذه القضية قضية فساد كبرى تتعلق بصفقة الأسلحة الروسية التي اتضح ايضا ان اللجنة التي شكلها المالكي لاتمام هذه الصفقة ارتشت بمبالغ طائلة دون اعتبار للمصلحة الوطنية مما اضطر رئيس الحكومة الى ايقاف الصفقة وتشكيل لجنة ثانية. وبما أن المسؤولين الفاسدين في هذه القضية هم من «الحاشية» التي يطلق عليهم مسمى «عظام الرقبة» فان مكتب رئيس الحكومة سعى الى غلق ملف القضية، غير ان لجنة النزاهة البرلمانية لن تغلق هذا الملف الفضيحة وهي بصدد الاتجاه الى مجلس القضاء الأعلى. وحسب مصادر القبس فان المتورطين هم من جنس الحكومة التي مازالت تتستر على جيش الفاسدين الذي استباح أموال العراق. وهذا هو جوهر الخلاف بينها وبين البرلمان وهو أيضا سبب رفض رئيس الحكومة المثول أمام البرلمان لاستجوابه لكي لاتتكشف كل اوراق الفساد. وحسب تلك المصادر كان من المفترض بالحكومة «اخلاقيا» ان تستقيل قبل ان تتضخم ملفات هاتين القضيتين وتتضح علاقة مسؤولين كبار شاركوا في الانتخابات وكانت حملتهم الاعلانية تركز على الفضيلة والنزاهة! وربما يحدث ذلك بعد عودة رئيس الوزراء نوري المالكي من العلاج في الخارج بعد اصابته بجلطة دماغية كما أشارت الأنباء حول ازمته الصحية. نتمنى له الشفاء مثلما نتمنى الشفاء للعراق من أزمته السياسية والأخلاقية.