عندما أبحرت في زوق أفكاري لأخوض رحلتي مع كتاب"اذا كانت تروادني فهي مجرد افكار" للكاتبتين الفلسطينية احلام بشارات والمغربية فاطمة الزهراء الغيوي، كنت محظوظة بأن استمعت لنقاش قد دار حوله قبل أن أهمَّ بقراءته، وأعترف بأنني قد تشوقت لقراءته، إذ كانت هناك آراء عديدة من كبار الأدباء والمثقفين في ندوة اليوم السابع حوله، كتاب يتألف من (150) صفحة قرأته على دفعة واحدة، كأنه وجبة عشاء دسمه بعض الشيء، أنهيتها وخلدت لتأمل طويل. ذاك المزج ما بين قلمين، الأول فلسطيني والثَّاني مغربي، كلاهما ينزف ذات الصديد، من قرح أنثوي الصبغة، لا أنكر بأنني استمتعت بما ورد فيه من حوارات وتساؤلات، ومنطق التفسير الذي لجأت إليه كلتاهما، لكنني ما شعرت بحاجتي كقارئة أنثوية لبعض مما ورد في ذاك الكتاب. لقد رأيت الحب مشوهاً، بلا قلب ولا عين فيما كتب من الكلمات على أسطرهما، منذ متى وآدم ليس الإكتمال لحواء؟ أتكون الحياة أنثى بلا رجل يكمِّل جمالها؟ ويكون الذكر رجلاً مكتملاً بلا أنثى تشعره برجولته التي تسمي كلا الجنسين على فطرتنا الطبيعية؟ أم أننا بالإختلاف نرقى، وبالانحراف نبقى، وبما نخالف نكون قد أوجدنا الإبداع؟ الحب قلبان، ونبض يتدفق بينهما في حلال يرضي الله، وربان لأسرة هي عماد للمجتمع، فكيف بعدم الإتفاق نبني وطناً، ونؤسس مستقبلاً، وكيف تكون الحياة بلا حب حياة؟ ربما تكون كل شيء غير الحياة، وتلك قناعتي، بالرغم مما قد مررت به من معارك الهوى لكنني كنت ولم أزل أسعى للخروج من غمارها بلا تشويه، أن تحتفظ في داخلك بالحب رغم الفراق فهذا شيء مقدس، كأن تحفظ قلبك صافياً، مسامحاً، رغم الجراح المثخنة، فهذا هو الإبداع، إن العابث بقلوبنا لا يستحق أن يغيرها، ولنبق إناثا بحب شاسع المدى ولا سقف لأفقه، تلك رسالتي لكما. لِمَ علي أن أتعلم الحياة لأموت؟ هذا العنوان أشعرني بالقلق فأنا أقرأ لكاتبتين مسلمتين، ولهذا التساؤل لا أجد جواباً سوى، عودة للقرآن وقراءة تجلي ما في صدور كليكما، لأن الموت منذ الأزل قضية محض غيب، لن ولم يدركها أحد، يبقى في الديانات والكتب السماوية ملاذ للموت، وتفسير لماهية الحياة، وإنني لن أزيد أكثر هنا. الحرب يا أخواتي هي نزاع للفوز، لا لنملأ فراغنا، ربما قد نخسر، لكننا لا نهدر بالحروب وقتاً، أبداً. آدم وحواء بداية الخلق، ولا يهم كيف شاء الله وخلق كليهما، الأهم من ذلك أن ذريتهما تتناسل وتستمر إلى ما بعد الحياة، هناك أمور أوجدها الله لنا لنقبلها، إذا كنا قبلنا بأن الله واحد لا شريك له، فلماذا نخوض بفهمها، أهو شك يراودنا كأفكار لا نتقبل رضانا عنها؟ الزواج ليس أسراً، وعدمه ليست حرية، إنه تشويه في المفهوم لديكما، أشعر بعدم السلام داخل أقلامكما، التوحد الذي يكلل بالزواج ما بين رجل وامرأة هو أسمى فطرة انسانية نعيشها، وبدونها تستمر الحياة أيضاً. فاطمة كتبت: "لأنَّ العالم مكون ناقص، لايكتمل إلا بما تبدعه مخيلاتنا". وأحلام كتبت:" القراءة متنفس آخر للحريَّة"، وتابعت تقول:" أنا وأنت، إذا ما وضعت خلف ظهري مهاترة ضرورية بشأن حرية يتحكم بها الله أولاً حين ينهي ويبدأ وقت ما يريد، سنطلب جرأة إضافية". عزيزتاي: كم أنتما بحاجة لسلام داخلي ومصالحة مع الله، ففي عباراتكم استوقفني العراك الذي يتنازع في دواخلكم، على مسلمات بسيطة في الحياة، تم تجاوزها منذ بداية الرسالات السماوية، شعرت لوهلة بأنكما تنتميان لعالم قديم جداً. تسأل فاطمة:" ما الكتابة دون قارئ؟" سأجيب لو تسمحين لي، الكتابة هي الخلود، فإن لم تقرأ اليوم حتماً سيأتي زمانها لتقرأ غداً، وبعد غد، إياك أن تربطي الكتابة بالقراء، فهناك أزمة يسودها الجهل ويطغى على العلم في مواقيتها، لكن للعلم والقلم نور مهما طمست معالمه، سيأتي يوم ويبزغ به من جديد منيراً، آفاق العارفين، وبالعلم والقلم ستبنى الأمم في أوطاننا العربية. الخاتمة: شكراً لتشويشات أفكاركن التي راودتكن وعندما شاركتماني بها ما عادت مجرد أفكار. رشا السرميطي، القدس متصفحك لا يدعم الجافاسكربت أو أنها غير مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم تقم بتفعيله. ما هذا ؟ Bookmarks هي طريقة لتخزين وتنظيم وادارة مفضلتك الشخصية من مواقع الانترنت .. هذه بعض اشهر المواقع التي تقدم لك هذه الخدمة ، والتي تمكنك من حفظ مفضلتك الشخصية والوصول اليها في اي وقت ومن اي مكان يتصل بالانترنت للمزيد من المعلومات مفضلة اجتماعية