وكلٍ يدعي وصلاً بليلى وليل لا تقر لهم وصالا لا أدري أيهما أكثر عشقاً للآخر وأشد تعلقاً به الكاتب بالقلم أم القلم بالكاتب!! هو عشق سرمدي وتعلق وجداني ؛ لكنه أحياناً حب من طرف واحد الكتاب يعشق القلم بلا شك والقلم لا يهيم بأي كاتب ولا ريب. وعشق الكاتب للقلم لأنه وسيلة تبليغ الخير للغير ، ووسيلة عرض أفكاره على الناس والتواصل معهم والتألم لألمهم والفرح لفرحهم والقلم وسيلة للشهرة أيضاً. أما عشق القلم للكاتب فيتوقف على نوعية ما يكتب وجودة ما يعرض وصدق ما يطلب وأهمية ما ينتج. فالقلم مغلوب على أمره لا يستطيع أن يعبر بصراحة أو ينطق بصدق ؛ ليقول لبعض من يكتب (ضع القلم واهجر الكتابة )! ومساندة للقلم في أمره ودعماً له في قضيته سوف نوجه رسالته نيابة عنه ؛ لنقول: ضع القلم واهجر الكتابة!! عندما تريد أن تحادد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو عندما تريد أن تشكك في دين الله. ضع القلم واهجر الكتابة عندما تنسى هموم أمتك، فتساند أعداءها بكتاباتك وتحاول المساس بمعتقداتها وأمنها ووحدتها. ضع القلم واهجر الكتابة عندما لا يكون لك هم إلا إخراج ذوات الخدور من خدورهن بغض النظر عن أين تكون مصلحتهن؟ ضع القلم واهجر الكتابة عندما تنطلق في كتاباتك من الهوى بغير نور من كتاب أو سنة. ضع القلم واهجر الكتابة عندما تكتب لتعيش وابحث عن مهنة أخرى ، فالكتابة رسالة وعقول الناس أمانة والقلم شاهد!! فلنواصل يا أعزائي القراء مشوار حياتنا على هذه الأرض الطيبة واضعين في قلوبنا هدفاً ذا معنى وعلاقة يومية مع الله سبحانه وتعالى. [email protected]