كتبت - هناء صالح الترك: أطلقت عشرون طالبة من جامعة قطر، 18 منهن من كلية الإدارة والاقتصاد واثنتان من كلية الهندسة ظهر أمس مشروع "فايبروهير"، وهو سوار يد مصنوع خصيصا للصم لزيادة الحس الأمني وتعزيزه لمن يعانون من صعوبات في السمع. وتعمل الأسورة على استشعار الأصوات حول لابسها وتحويلها إلى إشارات ضوئية تظهر في شاشة السوار باللونين الأخضر والأحمر حسب قرب وعلو الأصوات، فمثلا إذا كان الصوت قريبا وليس عاليا يضئ مصباح واحد فقط بالأخضر، أما إذا كان الصوت قريبا جدا وعاليا فإن مصباحين يضيئان بالأحمر بالإضافة إلى خاصية الاهتزاز التي تهدف لتنبيه الأصم أن هناك خطرا حوله وذلك فقط في حال إضاءة اللون الأحمر. وسيتم عرض المشروع بصورته النهائية في 22 مايو الجاري في الاجتماع الذي سيعقد في كتارا للمنافسة مع فريق طلبة فرجينيا كومنولوث والفريق الفائز سينافس فرقا من دول عربية أخرى. وقالت الطالبة هيا خالد النعيمي، تخصص تسويق، والرئيس التنفيذي ل "فايبروهير" لالراية إن الهدف الرئيسي للمشروع هو مساعدة ذوي الإعاقة السمعية على العيش باستقلالية في حياتهم اليومية دون الحاجة للآخرين، مبينة أن القائمين على المشروع مجموعة من طالبات الجامعة يشاركن في برنامج الشركات التابع لمؤسسة إنجاز غير الربحية. وقالت: الفكرة جاءت من طالبات كليتي الإدارة والاقتصاد والهندسة لطرح منتج جديد في السوق لزيادة الحس الأمني لذوي الإعاقة ليساعدهم على الحياة باستقلالية والتمتع بالرفاهية التي يعيشها الآخرون وبالتالي دمجهم في المجتمع. موضحة أن تواصل الطالبات مع شركة "أدرك" المعنية بتصميم المنتج وإنتاج هذه الساعة بدون أي مردود مادي كدعم من الشركة للمشروع حيث يؤمن فريق "أدرك" باستخدام التكنولوجيا لإضافة قيمة لحياة الأفراد وحل المشكلات التي لا تملك حلا حتى الآن، لذلك تعاون فريق "أدرك" مع "فايبروهير" كداعم أساسي للمشروع ومصمم للأسورة ومصنع كذلك دون أي أجرة رغبة منهن لحل المشكلات التي تواجه ذوي الإعاقة لأن التكنولوجيا تجعل حياة الأشخاص سهلة لكنها تجعل حياة ذوي الاحتياجات ممكنة. وأشارت إلى أنه سيتم عرض المشروع بشكل نهائي في ال 22 من الشهر الجاري وتقديم نسخة من الأسورة في الاجتماع الذي سيعقد في "كتارا" خصيصا للمسابقة التي تشارك فيها طالبات من جامعة قطر وجامعة فرجينيا كومنولوث وذلك لدعم التخصص الجديد في ريادة الأعمال بالكلية حيث إن معظم أعضاء الفريق من تخصص التسويق وريادة الأعمال. وتابعت: أول دعم تلقاه الفريق كان من وزارة الداخلية، ممثلة بمعهد تدريب الشرطة، حيث قاموا بشراء المنتج ومازالت الشركة تبحث عن الدعم كجزء من مسؤولياتها الاجتماعية لتوفير هذا المنتج للصم مجانا، كما تطمح لتطوير المنتج وطرح منتجات أخرى تساهم في تحسين جودة حياة ذوي الإعاقة. ولفتت إلى أن الفريق قام بزيارة مدرسة التربية السمعية لقياس مدى الاحتياج وقبول الأفراد للمنتج وقد قوبلت الفكرة بالترحيب من طلاب المدرسة السمعية فئة الصم وكل منهم قدم مقترحا عما يمكن أن يساعده المنتج في حياته اليومية. ومن جانبها، أكدت الدكتورة رنا صبح، رئيس قسم إدارة الأعمال، لالراية إن الفكرة مبتكرة وستساهم في تحسين حياة فئة الصم في قطر، متوقعة لها النجاح والانتشار داخل قطر وعالميا.. مشيرة إلى أن الفكرة تعكس مدى حسن دراسة الطالبات للسوق واحتياجاته ومدى إحساسهن بالمسؤولية الاجتماعية تجاه ذوي الإعاقة. وقالت: أنا اشعر بالفخر لأن طالبات الإدارة في تخصص التسويق وريادة الأعمال توصلن إلى هذه الفكرة وتطوير المنتج وتسويقه بهذه الطريقة وهذا يعكس نجاحهن في تطبيق ما درسنه في الصف بطريقة علمية، ونتوقع الفوز لطالبات ريادة الأعمال في جامعة قطر على مستوى قطر والوطن العربي لأن الفريق الفائز سيدخل في منافسة مع الفرق في بقية الدول العربية. ونوهت إلى أن الكلية والقسم قاما بدعم فكرة الطالبات وتزويدهن بالدعم المعنوي واللوجستي، مؤكدة أن المشروع الآن في مرحلة البحث عن الدعم من شركات ومؤسسات أخرى في قطر لتمكينه من الانتشار وتطوير المنتج. أما المهندس خليفة فهد محمد مؤسس شركة "أدرك" فقال لالراية: استلمنا المشروع نهاية شهر أبريل واستطاعت الشركة تسليم المشروع خلال 12 يوما.. وافقنا على الفكرة وتم البدء بتنفيذها وتسليم المنتح في مرحلته الأولى وهو عبارة عن عينة واحدة تثبت كفاءتها كمنتج جاهز للاستخدام، والتصميم والتصنيع قطري 100%. ومن ناحيتها، قالت الأستاذة فاطمة العمادي مدير العلاقات الخارجية بكلية الإدارة والاقتصاد: أنا فخورة جدا أن طالبات الكلية، وطالبات جامعة قطر بشكل عام، وصلن إلى هذه المرحلة من اختراع الأجهزة ويفكرن في اختراعات تخدم المجتمع عالميا، وهذه الأفكار ليست غريبة على طالبات الكلية فسابقا فازت الطالبات بمشاريع عديدة أبرزها مشروع "فكرة" على مستوى الدولة وهذا المشروع حاليا يتم تقديمه في مسابقة الإنجاز في 22 الجاري. مشيرة إلى أن المناهج التعليمية التي يدرسها طلاب الجامعة تؤهلهم على التفكير والإبداع والتسويق. وبدورها قالت الطالبة أسيل البردويل: المشروع يعتبر جزءا من المسابقة التنافسية بيننا وطلبة جامعة فرجينيا في قسم التسويق، وكان تجربة رائعة استفدنا منها في حياتنا العملية قبل التخرج وتعلمنا كيف يمكننا التسويق لمنتج بين أيدينا وهناك أصوات تحلو بها الحياة لكن الحياة ليست بما نسمع هي بما نشعر وهذا هو شعار الشركة، وأتوقع الفوز والنجاح في المسابقة. فيما بينت الطالبة هديل حلواني أنها شاركت بالمشروع عن طريق مسابقة "إنجاز قطر" وقالت: التجربة رائعة وقد تعلمنا أشياء كثيرة من خلال تصميم الأسورة والعمل ضمن فريق واحد وصار لدينا شعور أننا نستطيع العمل فور التخرج لأنه أصبحت لدينا خلفية عن موضوع الشركات وسررت كثيرا لتوفير هذا المنتج الذي تحتاجه فئة الصم لأنه يوفر خدمات أساسية تجعلهم يشعرون بأبسط الأشياء=. وبدورها، قالت الطالبة آمنة المرواني من كلية الهندسة - قسم الهندسة الكهربائية - إنها شاركت في المشروع بالفكرة وفي التصنيع بالتعاون مع شركة "أدرك"، كما تعاونت مع شركات أجنبية لتوفير المواد الخام التي تدخل في تصنيع الأسورة. وأضافت زميلتها عائشة فهد محمد في قسم هندسة وعلوم حاسب: التجربة رائعة وعلمتنا كيفية التعامل مع طالبات الإدارة والاقتصاد وكذلك مع الشركات ذات الصلة، والمشروع مهم للصم لأنه سيحول الصوت إلى نظر وإحساس.. طموحاتنا عالية ونأمل أن نفوز من أجل نشر فكرتنا في العالم. وقالت الطالبة مريم خواجة: التجربة عززت معلوماتي التراكمية في الكلية ومن خلالها سنظهر دور قطر الرائد في مجال ريادة الأعمال حيث المشروع يدخل في إطار مسابقة إنجاز بين الدول أتوقع الفوز على مستوى قطر لأن الفريق متعاون جدا ونحن نعمل من أجل دولة قطر ومن أجل أنفسنا ومن أجل الفئة المستهدفة من المشروع. حقيقة أشعر بالفرحة لأنني سأساهم بشكل مباشر أو بآخر ضمن رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى التنمية الاجتماعية والبشرية والاقتصادية واختتم بأن ما نراه كماليات الحياة بالنسبة لنا هو ترف لذوي الاحتياجات الخاصة.