لكبيرة التونسي (أبوظبي) – تتفنن علياء في خلط العطور، وتعتبر نفسها من المميزات في هذا المجال، وقد اكتسبت خبرات أكثر بحضورها لدورة صناعة العطور في مقر الاتحاد النسائي العام، التي قدمتها اختصاصية العطور التراثية والمبتكرة عائشة بن حويرب المهيري، على مدى 3 أيام، تحت عنوان «كن صانع عطور»، وحضرتها عدد من السيدات من الاتحاد النسائي العام وخارجه، حيث اتضح لها أنها تفتقد إلى أهم الأساسيات التي يحتاجها هذا الإبداع، ولم تكن علياء بمفردها التي أكدت ذلك، بل اتفقت معها أغلب الحاضرات اللواتي كن يعتمدن على مزج العطور من دون دراية تامة بأسس صناعتها. وتضمنت دورة مهارات صناعة العطور، محاور عدة، منها أساسيات صناعة العطور، المزج، المحاذير والمواصفات ومقاييس جودة العطر حسب قوانين الدولة، كما استهدفت الدورة الارتقاء بمهارات العطارين، ورفع مستوى صناعة العطور، والقدرة على إنشاء مشروع أو مصنع مختص بالعطور، وتحفيز الرغبة في تطوير المنتجات العطرية، والتمكين من صناعتها، حسب المواصفات الأوروبية بأيدٍ مواطنة. وتقول عائشة المهيري، التي تلقت أكثر من 280 ساعة تدريب في فرنسا وبريطانيا وإسبانيا حول صناعة العطور، إن الدورة تؤسس في عمقها لصناعة قوية لا تعتمد على الإبداع فحسب في خلط بعض العطور، بل ترتكز على أسس علمية وصناعية، موضحة أن أغلب صانعات العطور يفتقدن أساسيات هذه الصناعة، وغير مطلعات على قوانين الدولة فيما يخص الجودة والمواصفات والمقاييس، وتضيف عائشة قائلة: «بالإضافة إلى كل هذه النواقص، فإن صانعات العطور بشكل عام يعملن في ظروف غير صحية تماماً، ويعرضن أنفسهن للمخاطر، وهذا ما تطرقنا له في الدورة، حيث نبهنا إلى ضرورة العمل ضمن بيئة صحية، وعدم خلط العطور في أوانٍ من البلاستيك، وتجنب استعمال الكحول الرخيص كمكون في العطر، بحيث هناك من السيدات من تستعمل ماء السيارات المقطر في صناعة العطر، وهذا يشكل خطراً على الصانع ومستعمل العطر»، مشددة على ضرورة البحث عن الماء المقطر» أكوا»، والذي يحبذ استعماله بدلاً عن ماء السيارات المقطر، وأكدت أن الخلط بطريقة عشوائية واستعمال مواد غير صحية يؤدي إلى الحساسية وأمراض الصدر. كما أن هناك العديد من الأخطاء التي يقع فيها صناع العطور، كما تؤكد المهيري، منها الاعتماد على الرائحة وليس الجودة، موضحة أن العطر المقلد مهما كان جيداً يفتقد إلى أسس التصنيع، ولا يخضع لمقاييس الجودة. وفي سياق متصل، توضح المهيري أن دولة الإمارات تعمل على سن قوانين صارمة، خاصة بالنسبة لمن يبيع العطور من دون ترخيص، مشددة على ضرورة أن تحمل القنينة مغلفاً لاسم العطر واسم الشركة وبلد التصنيع والرقم التركيبي. وتدعو المهيري إلى ضرورة تكثيف التدريب في مجال صناعة العطور لما له من ارتباط ببعض الأمراض، وما ينتج عنه من مخاطر في حالة عدم الإلمام بالطرق الصحيحة والصحية للتصنيع، وتنصح بضرورة استعمال القناع القطني أثناء التصنيع والقفازات البلاستيكية والنظارات الطبية. وقد تطرقت المهيري في دورة «كن صانع عطور»، إلى تاريخ صناعة العطور على مر العصور في جميع الحضارات، وعائلات العطور، ومكونات ومصادر العطور، والبصمة العطرية، ونوتة العطر، والأدوات المستخدمة في مزج العطور.
