كاتب سعودي يدعو لتجنيس الكفاءات والمبرزين العرب في بلاده دعا الكاتب السعودي محمد العصيمي الى تجنيس (العرب) القدماء في المملكة من أطباء ومهندسين ومديري أعمال وكل المبرزين في أعمال وقطاعات متعددة في بلاده , واعطى مثالا حيا لأهمية ذلك ضاربا المثل بالولاياتالمتحدةالامريكية التي قامت قوتها وحضارتها على أكتاف الكفاءات العلمية المستقطبة من الخارج . وقال العصيمي في مقاله المنشور في صحيفة اليوم السعودية : المهندس سيف الشمري أثار هاجسا قديما عندي، حين اقترح أن أكتب عن تجنيس (العرب) القدماء في المملكة من أطباء ومهندسين ومديري أعمال وكل المبرزين في أعمال وقطاعات متعددة. وقد كان هذا الموضوع من موضوعاتي الصحفية الأثيرة حين كنت صحفيا ناشئا ثم محترفا، إذ ليس، في رأيي القديم والجديد، أكثر فائدة ونفعا لدولة ما من أن تكسب إنسانا مخلصا وبارزا في مجاله وتكسب أسرته المتعلمة، التي تقدم للمسار التنموي في تلك الدولة قيمة اقتصادية واجتماعية مضافة. والأمر ليس فيه اختراع للعجلة، بل هو بالضبط ما قامت عليه سيدة العالم الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي فهمت لعبة توطين الكفاءات الأجنبية البارزة علميا وعمليا، فسنت قوانين تبقي هذه الكفاءات على أرضها بالإقامة الدائمة أو الجنسية الكاملة. وكانت نتيجة هذه القوانين الأمريكية الذكية أن ظفرت أمريكا بأفضل الرجال والنساء من كل أرجاء العالم. ومن هؤلاء عرب نعرفهم بأسمائهم وإنجازاتهم أصبحوا في قلب المشهد الأمريكي، العلمي والطبي والتجاري. ومثل أمريكا، ولكن بدرجة أقل، عملت كل دول أوروبا الغربية التي يقوم بعض اقتصادها وبعض معاملها على أكتاف نساء ورجال قدموا من أفريقيا والهند والشرق الأوسط. وبالتالي لم يعد هناك مجال للنقاش بأن الدول المتقدمة استفادت استفادة هائلة من المهاجرين والباحثين عن فرص عمل في سوقها الكبيرة. وأظن أنه قد حان الوقت لنفكر نحن نفس التفكير، بحيث نوطن الكفاءات، لاسيما العربية منها، ونمنحها جنسية البلد الذي خدمته لعقود طويلة، فنحافظ على بقائها واستمرارية عطائها واستثماراتها التي تهاجر فورا بعد مغادرتها إلى أراض ترحب بها وتعطيها كافة التسهيلات. قد يبدو الأمر صعبا تبعا لطرق تفكيرنا وقوانينا، لكن التفكير فيه واخضاعه للدراسة سيفتح آفاقا لا حصر لها من الفوائد التي يمكن أن نجنيها لبلدنا ولأجيالنا المقبلة.