صورة تعبيرية لمتعاطي المخدرات حين رايته كان جالسا يدخن سيجارة لها رائحة غريبة .. لفت نظري منظره , لم يكن رجلا كبيرا في السن بل شابا صغيرا لايتجاوز عمره 18 عاما .. ومع ذلك يدخن , راودتني حينها الكثير من الاسئلة وانتابني الفضول لاعرف عنه الكثير فاقتربت منه وسالته مانوع هذه السجائر ؟ اجاب : هذه حشيشة ...لم اصدق ماسمعت منه ولم اصدق شجاعته ان يعترف بهذا الامر وغيره يعملون على اخفائه عن الاخرين فقلت له وانا احترق لاجله , لماذا ؟ وقبل كل شيء الا تعرف مدى خطورتها على صحتك وحياتك ومستقبلك ؟ اجاب : ابي , وكررها اكثر من مرة هو السبب .. فكلما عاد الى البيت ورآني او عدت انا وهو في البيت ينهال علي بالشتائم والسباب بالفاظ وكلمات جارحة لم اعد استطيع تحملها وكانه يمن علي انه رباني وعلمني ، ولهذا تركت الدراسة منذ الصف التاسع وخرجت للشارع ابحث لي عن عمل وفعلا اشتغلت في عدة مهن بسيطة .. وذات يوم تعرفت على بعض الاصدقاء علموني التدخين وبعده اعطوني بعض الحشيش لأدخنه وفعلا تعاطيت وكانت البداية بدون مقابل الى ان تعودت عليه وصرت اطلبه منهم . حينها قالوا لي دبر نفسك تصرف هات فلوس لان قيمة السيجارة الواحدة 1000 ريال يمني . ومن حينها وانا اصرف جزء كبير من دخلي على شراء الحشيش .. وسابقى هكذا لانه يساعدني على نسيان هم مشاكلي مع ابي الذي لم يتوقف عن معاملتي بنفس الطريقة .. لا استطيع وصف ماشعرت به يومها كانت مشاعري مضطربة بين خوف والم وحسرة وقهر على شباب ضاعوا بسبب عدة عوامل مجتمعة منها سوء معاملة الاباء لهم واصدقاء السوء , وتوفر آفة المخدرات في البلاد .. وعرضت عليه ان اساعده بداية من الجلوس مع ابيه الى محاولة علاجه وانشاء الله نكون قادرين على الوفاء معه بالمساعدة. هذه قصة حقيقة قصصتها لكم اليوم من قصص وحكايا المدمنين في بلادنا . ليس من خارج حدودنا ولا من خيال الكتاب والمؤلفين ... سعاد علوي مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات