قصتنا اليوم من القصص بل من الأحداث التي تحصل في مجتمعنا بسبب عدة ظروف اجتمعت معا لتنتج لنا إنسان محطم ضائع يخاف حتى طلب المساعدة من اقرب الناس إليه .. قصة الغريب فيها أنها في بلادنا التي كانت تسمع فيها مثل تلك القصص على إنها تحدث في بلدان وعوالم أخرى غير بلادنا وعالمنا المجتمعي المحافظ البسيط ولكن للأسف هي اليوم تحدث كثيرا .... الأم مدرسة مطلقة وبسبب خيانة زوجها لها أصبحت تعاني من بعض الاضطرابات النفسية مما أدى بها إلى إهمالها لأبنتها الكبرى التي تبلغ السابعة عشر من عمرها وابن مازال في العاشرة من عمره .. والأب أستاذ جامعي متزوج من أخرى وأنجب منها أربعة أولاد يوليهم كل رعايته واهتمامه ...... .. دعونا نرى كيف أثرت هذه الظروف الأسرية على هذه الفتاة والتي تسردها هي لنا الليلة حيث تقول : .. عندما كنت في الصف الأول الثانوي تعرفت على فتاة في المدرسة جاءت من تعز وأحببتها كثيرا واعتبرتها صديقتي وكانت تريني بعض الصور الفاضحة في التلفون وعارضتها في البداية ولكن مع مرور الوقت سايرتها في ذلك .. وبعدها عرفتني على فتيات هن اكبر مني في السن .. وكنا نجلس نذاكر معا وتأتي لنا هي ببعض الحبوب والحشيش .. كانت تقول أنها ستساعدنا على المذاكرة والحصول على درجات عالية في الامتحان .. وما أتضح لنا هو العكس من ذلك .. وفي يوم من الأيام عرفتني على أخ لإحدى الصديقات .. وتوثقت علاقتي به وكنت أقول لامي إنني ذاهبة إلى المدرسة ولكني في الحقيقة كنت اخرج معه إلى منتجع العروسة نقضي أوقاتاً ممتعه نتعاطى خلالها بعض الحبوب المخدرة والحشيش وتورطت معه بعلاقة جنسية .. وعندما كنا لانجد قيمة هذه المخدرات كان يأخذني إلى أشخاص من الإمارات والسعودية لأمارس معهم الجنس واحصل على النقود لشراء الحشيش والحبوب المخدرة . وعرفت فيما بعد أن صديقتي هذه جاءت من تعز إلى عدن لتعمل في ترويج المخدرات بين الفتيات وهي في الأصل كانت هناك تمارس نفس الأمر ليست هي فقط بل أبيها وأمها وقد تعرضوا للضبط من قبل الأمن في جرائم مماثلة .. ولكني عرفت ذلك بعد فوات الأوان .. وما صديقتي تلك او من ظننتها كذلك إلا قوادة ومروجة مخدرات وما الشاب الذي تعرفت عليه وأخته الا ذريعة رخيصة لجلب الفتيات أمثالي للإيقاع بهن في شبكة الدعارة تحت ضغط الخوف والحاجة لتعاطي المخدرات .... مازالت أمي لاتعلم شيئا عن سلوكياتي لأنها غارقة في حالتها النفسية الصعبة وأبي هو الآخر لايعلم عني شيء لأنه لاهي بحياته مع زوجته وأبنائه .. وأنا غارقة في بحر المخدرات والتعاطي منذ عام 2009 وقد خسرت نفسي وشرفي من اجل الحصول عليها ... ليتني استطيع إخبار أمي أو حتى أبي ولكني أخاف على أمي وأخاف من الفضيحة إن انكشفت .. ماذا افعل ياربي ؟ هذه قصتي حتى أكون عبرة لكل فتاة تنجرف خلف صديقتها من غير تعقل .. وتدخل إلى عالم المخدرات ومنه إلى وحل الرذيلة دون أن تعلم من زاوية الظروف الصعبة والتفكك الأسري وعدم تفهم الأم والأب لابنتهم أو ابنهم ومتابعة سلوكياته ورفاقه حتى خلال الدوام الدراسي .. سعاد علوي 27/5/2013 مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات