شبام نيوز . وكالات هزّ انفجار صاروخين الضاحية الجنوبيةلبيروت معقل «حزب الله» صباح أمس، فيما استنكرت القيادات اللبنانية الحادث واعتبرته عملا إرهابيا يهدف إلى إشعال نار الفتنة. وغداة خطاب للامين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي أكد مشاركة عناصر من حزبه في القتال إلى جانب القوات السورية، سقط صاروخان من نوع «جراد» على منطقة الشياح في الضاحية الجنوبيةلبيروت، وذلك للمرة الأولى منذ حرب يوليو 2006 مع إسرائيل. وقال مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» إن أحد الصاروخين سقط في معرض للسيارات وأدى إلى إصابة خمسة أشخاص. وأشار مصور فرانس برس إلى أن الصاروخ الثاني أصاب منزلاً سكنياً وأدى إلى أضرار مادية. وأفاد المصدر الأمني أن الصاروخين أطلقا من منطقة عيتات في جبل لبنان، على بعد نحو 13 كلم إلى الجنوب الشرقي من الضاحية الجنوبية. وعثر الجيش اللبناني في وقت لاحق على منصتي الإطلاق في خراج عيتات. ورجح المصدر الأمني أن يكون إطلاق الصاروخين «من ضمن الصراع» السوري الذي يُشارك فيه حزب الله. وفرضت قوات الجيش طوقاً أمنياً حول المنطقة وحضر عدد من الخبراء العسكريين إلى المكان، وبوشر التحقيق لتحديد نوع الصاروخين ومصدر إطلاقهما وكشف هوية الفاعلين. وقال مصدر أمني إن القوى الأمنية تقوم بالبحث عن صاروخ ثالث أطلق من قواعد الصواريخ التي نصبت بين بسابا وعيتات، من دون أن ينفجر.من جهتها قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية (الوكالة الوطنية للإعلام) إن من بين الجرحى ثلاثة سوريين، وصفت إصابة أحدهم بالخطيرة. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم وقال العميد سليم إدريس رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر لقناة العربية التلفزيونية الفضائية إن قواته لم تنفذ الهجوم وحث مقاتلي المعارضة على الإبقاء على الصراع في حدود سوريا. لكن مقاتلاً سورياً آخر هو عمار الواوي قال لقناة (إل. بي. سي) اللبنانية إن الهجوم تحذير للسلطات في بيروت لكبح جماح حزب الله. وقال إنه في الأيام القادمة ستكون هناك هجمات أكبر وإن هذا الهجوم كان مجرد تحذير لحزب الله والحكومة اللبنانية كي يرفع حزب الله يده عن سوريا. وذكر مصدر أمني لبناني أنه تم العثور على ثلاث قاذفات للصواريخ على تلال جنوب شرقي العاصمة اللبنانية على بعد نحو ثمانية كيلومترات من المنطقة التي سقط فيها الصاروخان. وتفقد وزير الداخلية مروان شربل الضاحية الجنوبية، واعتبر في تصريح للصحافيين أن الهدف من الهجوم «تخريبي وخلق جو من البلبلة». إلا أن شربل أكد أنه «لا يمكن أن نتهم أحداً» في هذه المرحلة، آملا في «ألا تصبح الأحداث الجارية في سوريا عندنا في لبنان، ويتكاثر العقال ويفهموا أن لبنان لا يتحمل». ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان بشدة الحادث، واصفاً من قاموا بهذا العمل «بالإرهابيين المخربين الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين». وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية إن سليمان أدان عملية إطلاق الصاروخين على ضاحية بيروتالجنوبية، ووصف من قام بذلك «بالإرهابيين المخربين الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين». وتابع البيان أن سليمان طلب «من الأجهزة المعنية تكثيف تحرياتها وتحقيقاتها لملاحقة المرتكبين بأقصى سرعة وإحالتهم إلى القضاء المختص». ودعا سليمان اللبنانيين «إلى أن يكونوا في أقصى درجة من اليقظة والوعي والمساعدة المدنية حيال أي مشتبه أو تحرك مشبوه والإبلاغ عنه، وذلك لقطع دابر أي محاولة لإثارة الفتنة والتوتير الأمني، حفاظاً على الأمن الوطني والسلم الأهلي». بدوره، أكد رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل نجيب ميقاتي أن حادثة إطلاق الصاروخين هدفها إحداث «بلبلة أمنية». وقال ميقاتي في بيان إن «حادثة إطلاق الصاروخين على منطقة الضاحية الجنوبيةلبيروت هدفها إحداث بلبلة أمنية ومحاولة استدراج ردات فعل معينة، وهذا أمر واضح من ناحية التوقيت والهدف». ودعا «الجميع إلى التيقظ والتنبه والتعاطي مع دقة الوضع بحكمة لمنع الساعين إلى الفتنة من تحقيق مآربهم ونؤكد أن الأجهزة الأمنية قد باشرت تحقيقاتها لكشف ملابسات هذا العمل التخريبي وتوقيف الفاعلين». وناشد ميقاتي جميع القيادات والفعاليات «التعاون لتهدئة الأوضاع في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها المنطقة». وطلب ميقاتي من الجيش اللبناني إجراء التحقيقات اللازمة، وكذلك مسح الأضرار. من جانبه، وضع فايز غصن، وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حادثة إطلاق الصاروخين على منطقة الشياح بالضاحية الجنوبيةلبيروت في خانة «العبث بالأمن والاستقرار الداخليين ومحاولة لاستجرار الفتنة إلى لبنان». وقال غصن في بيان له، «مهما تعددت الروايات حول حادثة إطلاق الصاروخين، فإن الأمر المؤكد هو أنها محاولة لإحداث شرخ في صفوف اللبنانيين ومحاولة لاستجرار الفتنة إلى لبنان، وهذا ما لا نريد أن يحصل على الإطلاق». وتابع البيان: «رهاننا الأول والأخير يبقى على وعي اللبنانيين بحجم مسؤولياتهم الوطنية خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، والعمل على تقوية أواصر وحدتهم والوقوف سدا منيعا أمام المحاولات الرامية إلى إقحامهم بأتون فتنة بغيضة تهدد مستقبل بلدهم». ولفت غصن إلى أنه «بغض النظر عن بعض التباينات السياسية الحاصلة على الساحة الداخلية، فإن عدة صواريخ مشبوهة الأهداف لن تتمكن من قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية، ويد الإرهاب لن تقوى على كسر إرادة اللبنانيين في العيش سوياً». وأكد البيان أن «الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والقضائية يعملون على استكمال التحقيقات»، داعياً الجميع إلى «عدم الانغماس في إطلاق التحليلات والتكهنات وترك القضية في عهدة الأجهزة المعنية التي لها وحدها أن تقول الكلمة الفصل». واعتبر أن «المستفيد الأول من هذا العمل العدواني هم أعداء لبنان الذين لا يروق لهم رؤية أي هدوء يسود الساحة اللبنانية». واستنكر رئيس الوزراء اللبناني المكلف تمام سلام حادث إطلاق الصواريخ، ووصفه بأنه «عمل مشبوه يرمي إلى افتعال فتنة طائفية في البلاد». وفي بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، قال سلام: «ما حملته هذه العملية من إيحاءات مفتعلة ذات أهداف خبيثة، هو أمر مكشوف للقيادات السياسية وللرأي العام اللبناني، ويفترض أن يشكل دافعاً لهم جميعاً إلى التسلح بالوعي لمنع كل ما يثير النعرات ولتمتين النسيج الوطني وتحصينه من الفتن الداخلية والعواصف الخارجية». واستنكر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة الاعتداء «الإجرامي الذي تعرضت له بعض أحياء ضاحية بيروتالجنوبية نتيجة سقوط صواريخ ويقف خلفه مجرمون». واعتبر السنيورة أن «هذا العمل الإجرامي تطور خطير»، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسنيورة. وطالب في البيان «بتحقيق سريع لكشف الفاعلين والقصاص منهم ومعاقبتهم». وقال السنيورة: «من قام بهذا العمل مجرم يجب أن يُعاقب؛ لأنَّ تخريب الأمن والاعتداء على الآمنين هو خدمة لأعداء لبنان». واعتبر السنيورة أنَّ «مصلحة لبنان هي في اعتماد سياسة النأي بالنفس والتقيد بإعلان بعبدا (بخصوص عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى) بشكل صادق ولا دخل للأطراف اللبنانية في مساندة هذا الطرف أو ذاك عسكرياً». واستنكر رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري حادثة إطلاق الصواريخ، وقال: «لا يكفي معها أن نلعن الفتنة فقط». وبحسب بيان لمكتب الحريري، فقد أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس النواب (البرلمان) نبيه بري، وصف فيه ما حدث بأنه «عمل إرهابي وإجرامي مدان كائناً من قام به وخطط له، خاصة أنه استهدف منطقة آهلة بالسكان الآمنين». وأضاف: «لا يكفي أمام حوادث من هذا النوع أن نلعن الفتنة فقط، بل إن المسؤولية الوطنية تتطلب من كل القيادات والجهات المعنية بسلامة لبنان واللبنانيين، أن تتنادى لتحذير القائمين على إشعالها ووقف مسلسل إضعاف الدولة والتباهي بالحلول مكانها في كل المجالات». وقال النائب اللبناني عن كتلة «تيار المستقبل» معين المرعبي إن «حادثة إطلاق الصواريخ من إعداد وإخراج الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله». من جانبه دعا النائب المستقل في البرلمان اللبناني مروان حمادة إلى «عدم نشر الاتهامات هنا وهناك وانتظار نتائج التحقيقات التي تجريها الجهات الأمنية اللبنانية». لكنه قال «إن حزب الله يسعى جاهدا إلى جر لبنان إلى حرب خطيرة ستكون نتائجها دموية على الجميع». وعن خطاب نصر الله، قال حمادة «إن الأبواب فتحت على مصاريعها على أحداث جهنمية تهدد لبنان بعد هذا الخطاب». وقال العضو في الكتلة النيابية لحزب الله علي عمار خلال تفقده مكان سقوط الصاروخين إن «الناس (في الضاحية الجنوبية) من خلال تاريخها وتضحياتها لا تخيفها مثل هذه الصواريخ»، مؤكداً أن مناصري الحزب «مصممون على الحفاظ على المقاومة وخط المقاومة في مرحلة تستهدف فيها». واعتبر النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة «حزب الله» كامل الرفاعي أنه «لا مؤشرات على ضلوع المعارضة السورية في إطلاق صاروخي جراد على الضاحية». وتوقع الرفاعي أن «يكون هناك طابور خامس قام بهذا الاعتداء، لا يريد للبنان الأمن والأمان والسلام». إلى ذلك، رأى مفتي لبنان محمد قباني أن إطلاق صواريخ بمثابة «إشعار بالانفجار الكبير القادم لإدخال لبنان في معترك الأحداث الكبرى الأليمة في المنطقة العربية». وأضاف قباني إن «إطلاق صواريخ جراد من منطقة لبنانية إلى منطقة أخرى أمر مستغرب ومفاجئ وله دلائل خطيرة على لبنان».