منذ انطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" للابتعاث، وهو يحقق تقدمًا عامًا تلو عام، نجاحًا تلو نجاح، فمن 5 آلاف مبتعث ومبتعثة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تجاوز اليوم عدد من تشرف عليهم الملحقية الثقافية في أمريكا ما يزيد على مائة وثلاثة آلاف وتسعمائة وستين ما بين مبتعث ودارس ومرافق، من بينهم نحو 80 ألفًا و243 مبتعثًا ومبتعثة على نفقة هذا البرنامج. وعلى موعد مع النجاح، كان الحفل الذي أقامته وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية السعودية في واشنطن أول من أمس، بمناسبة تخريج الدفعة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعددها 7574 مبتعثاً ومبتعثة أنهوا درساتهم لهذا العام 1434ه، 2013م، وهو العدد الأكبر من الخريجين منذ بدء برنامج الابتعاث، بحضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، وسفير خادم الحرمين الشريفين في الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل الجبير، والملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين الدكتور محمد العيسى. وكان المبتعثون والمبتعثات على موعد مع التوظيف المباشر، من خلال معرض التوظيف الذي شارك فيه 116 جهة، تمثل الجهات الحكومية والخاصة، في يوم المهنة، كلها ذهبت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تتنافس على توظيف المبتعثين والمبتعثات، وبعزيمة وإصرار، قرر المبتعثون والمبتعثات الجدد العودة إلى مملكتهم بكل ما يحملونه من خبرات علمية وعملية، ومكتسبات لصالح وطنهم المملكة العربية السعودية، وقد شغلت المرأة في فرص التوظيف من الحاصلات على درجات البكالوريوس نحو 30% من إجمالي فرص التوظيف، بينما شغلت الخريجات من حملة الماجستير والدكتوراه نحو 34% من إجمالي فرص التوظيف. وأكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري خلال كلمته التي ألقاها في الحفل، حرص ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استكمال مسيرة الابتعاث وتزويد الشباب والشابات السعوديين بالعلم، من خلال اكتساب الخبرة العلمية الأكاديمية والعملية والاطلاع على أحدث وسائل التقنية الحديثة، إضافة إلى اعتماد لغة الحوار وإرساء قيم التسامح الإنساني بين الشعوب، في تمثيل الهوية السعودية وما تتسم به من قيم إنسانية حضارية متأصلة في ثقافتنا وديننا الحنيف". وقال الدكتور العنقري: "بدأ هذا البرنامج في عام 2005 بما لا يزيد على خمسة آلاف مبتعث ومبتعثة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها، وفي تخصصات ودرجات علمية مختلفة، وذلك إيمانًا بأن العلم لا تقيده حدود جغرافية، وأن طلب العلم لا يعيقه تباعد المسافات وها هي شجرة الابتعاث وقد امتدت فروعها، وتزايدت تطرح اليوم ثمارها متمثلة في مختلف الدرجات العلمية والأكاديمية الجامعية والعالية حتي بلغ مجمل عدد المبتعثين والمبتعثات في أمريكا أكثر من 80 ألفًا منهم من بدأ الدراسة الأكاديمية، ومنهم من هو في مرحله اللغة، بل أصبحت هذه الأفرع تمتد من دولة إلى دولة، ومن تخصص إلى آخر في أرقى جامعات العالم وأشهرها، وفق ما يتوافر من مناخ أكاديمي متميز حتي أصبح لدينا بفضل من الله مبتعثين ومبتعثات في نحو 24 دولة، وبما يزيد على 148 ألف مبتعث ومبتعثة حول العالم". وأعرب سفير خادم الحرمين الشريفين لدي الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل الجبير في كلمته خلال الحفل عن أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز لما يولونه من اهتمام ورعايه لبرامج التعليم العالي من خلال التوسع في افتتاح الجامعات والمعاهد العليا في أنحاء المملكة، ودعم وتمديد برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي الذي يضم حاليًا أكثر من مائة ألف مبتعث سعودي، في مختلف دول العالم يجسد هذا القرار عمق الرؤية المستقبلية. وبيَّن الملحق الثقافي الدكتور محمد بن عبدالله العيسى في كلمته "أن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي يمثل تجربة نموذجية تستحق النظر والإشادة، خصوصًا أنه ليس مجرد برنامج دراسي بحت، بل هو بمثابة رسالة حضارية تنشد المعرفة والثقافة بلغة التواصل بين الشعوب، وهو أيضًا بمثابة برنامج لإعداد القوي البشرية وتأهيلها لكي تكون على أعلي مستوى من القدرة والعطاء، وأضاف: هذا البرنامج يعبر عن الهوية السعودية التي تعكس الإرادة الجماعية للمجتمع لتعليم أبنائهم وبناتهم على قدر المساواة وإتاحة الفرص لهم للمشاركة في البناء والتطور". رسالة خادم الحرمين إلى المبتعثين والمبتعثات وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" الأسبوع الماضي الشكر إلى وزير التعليم العالي والملحق الثقافي السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية والطلبة المبتعثين إزاء الفيلم التسجيلي الذي احتوى مشاعر ودعوات الطلاب عقب تماثل خادم الحرمين الشريفين للشفاء من العملية الجراحية التي تكللت بالنجاح أخيرًا، وقال "حفظه الله" في برقية إلى وزارة التعليم العالي: "أشكركم وأبناءنا الطلاب على ما أبديتموه من مشاعر كريمة ودعوات طيبة، سائلين المولى عز وجل أن يمتع الجميع بموفور الصحة والسعادة". ودعا خادم الحرمين الشريفين لأبنائه الطلاب والطالبات قائلاً: "متمنين لأبنائنا وبناتنا المبتعثين في الخارج النجاح والتوفيق والعودة لوطنهم؛ ليسهموا مع إخوانهم وأخواتهم في استكمال مسيرة البناء والتنمية في بلدنا الغالي".