عادل حمران الشعيبي سبع مليونيات جنوبية متتالية تبدأ مليونية وتنتهي مليونية في عاصمة الجنوب الأبدية عدن ،وفي كل مليونية يهتف الجنوبيون بصوت واحد (لا وحدة لا فدرالية ..برع ،برع يا استعمار ) من مليونية إلى اخرى تزداد الجماهير حماسةً وحضورا وحبا وإخلاصا للقضية الجنوبية وآمن الجنوبيون أيمانا قطعيا بقضيتهم وبحقهم المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة والهوية ... من كل مليونية نتعلم علوم أخلاقية وسياسية واجتماعية تعلمت ما لم يخطر ببالي ورأيت ما لم تتوقعه عيني ، جموع غفيرة أقبلت من كل ربوع الجنوب ، كوادر كانت لهم أرقاماً تذكر في دولة الجنوب واليوم مجانين في الشوارع ومتقاعدين في البيوت ،اقسم باليمين المغلظة ان بعض المشاركون استلفوا فلوس لأن ظروفهم صعبة لكي يشاركون شعب الجنوب مليونياته ،واقسم لكم بأن بعض شباب الثانوية غادروا منازلهم قبل المليونية بيومين لكي لا يتم منعهم من المشاركة ،فهناك هيجان شعبي عارم لا يمكن إيقافه فالشعب الجنوبي سيشارك يعني سيشارك ، عظمة الشعب ظهرت جليا في حضورهم الرائع وعزتهم وشهامتهم وكذلك شجاعتهم المفرطة التي يتمتع بها أبناء الجنوب بل ليس الكل شجعان ولكن نضرا للحياة الصعبة والظروف المهلكة بات الجميع يؤمن بأنه لاشي يرعبني إما عيش الكرماء أو موت الشهداء... ادهشني بأنه ايام المليونيات عدن وسكانها يتحولون إلى ثوار الشماليون والمندسون والصامتون حملهم علم الجنوب ولصق على جباههم صور الشهداء سيحملونها طوعا أو كرها. هذا جعلني اجزم بأن الشماليين ليس لهم ثقل ولا منهم خوف فلو عادة الدولة الجنوبية وعاد النظام والقانون يمكننا أن نجعلهم مصدر قوة وأيادي عاملة لا مصدر قلق وعناصر ارهابية كما يصورهم البعض ،فمليوني يمني في السعودية لم يغيرا حرفا ولم يحركا ساكنا ، فما الذي يقلقنا من الشعب الشمالي الشقيق هيبة الدولة هي من ستوقفهم عند حدودهم .. المليونية السابعة كل شيء كان مختلفا ورائعا جدا ،توفر مركز صحي للإسعافات الأولية ومركزا للأشياء المفقودة التي كنت انصدم من قناعة وأمانة الشعب الجنوبي تخيل تلفون آي فون يرجع للمفقودات ومحفظة فيها عشرة الف ريال يمني وسبعة الف دولار امريكي وأوراق ووثائق هامة ترجع إلى صاحبها .انصدم صاحبها وبانت عليه الدهشة وقال بأخلاق هؤلاء سترجع الدولة شكر من اعطاه محفظته ومنحة بعض المال ولكن فاجئ الجميع حين اقسم بأنه لن يأخذ فلسا واحدا .وكثيرة هي الأشياء المفقودة التي كانت ترجع وكان الجميع يهتف سنرد الجنوب بأخلاق جديدة وبصفات جديدة حينها ادركت بأن التصالح والتسامح الحقيقي قد اقتحم قلوب الشباب وأن الجنوب أن شاء الله عائد لا محالة ولكن هي مسألة وقت لا اكثر ...........