قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في باريس اليوم إن فرنسا وألمانيا تدعمان فكرة أن يكون هناك رئيس متفرغ لمجموعة اليورو، التي تضم وزراء مالية منطقة العملة الأوروبية الموحدة. يذكر أنه لا يشترط حاليا تفرغ رئيس مجموعة اليورو، حيث يتولى المنصب وزير مالية هولندا يورين ديسيلبلوم إلى جانب احتفاظه بمنصبه الوزاري في بلاده. وكان الرئيس السابق للمجموعة هو رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونيكر الذي جمع بين المنصبين أيضا. وتضم منطقة اليورو 17 دولة من دول الاتحاد الأوروبي ومنها فرنسا وألمانيا. وتعقيبا على تعليقات للمفوضية الأوروبية يوم أمس الأربعاء بأنه ينبغي لفرنسا أن تسعى إلى إجراء إصلاحات هيكلية، قال هولاند في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل إن باريس ستحترم التزاماتها فيما يتعلق بالميزانية، لكنها ستضطلع بنفسها بالمسؤولية عن كيفية السير قدما في الإصلاحات. وأضاف أن المفوضية الأوروبية تقدم توصيات، لكنها لا تملي على الدول ما يجب أن تفعله. من جانبها، قالت ميركل إن على فرنسا الالتزام بأن تمضي قدما في إصلاحات هيكلية بعد أن منحتها المفوضية الأوروبية عامين إضافيين لخفض العجز في ميزانيتها. وعددت ميركل دولا من بينها إسبانيا واليونان نفذت إصلاحات هيكلية صعبة بالترافق مع خفض العجز في الموازنة، لكن فرنسا ليست بينها. النمو والوظائف وتصدرت قضايا النمو وتوفير الوظائف جدول أعمال هولاند وميركل. وهذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها الاثنان عن كثب للإعداد لعقد قمة منذ أن وصل الرئيس الفرنسي إلى سدة الحكم متعهدا بالتصدي لتوجه التقشف في أوروبا. ويأتي اجتماع ميركل وهولاند قبل القمة الأوروبية المقررة يومي 27 و28 يونيو/حزيران القادم. وأصبح معدل البطالة بين الشباب يثير المخاوف بشكل خاص، إذ أن هناك ستة ملايين من الشباب العاطلين عن العمل في أوروبا، في الوقت الذي حذرت فيه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أمس من أن سوق العمل في أوروبا سيتجه إلى مزيد من التدهور العام المقبل. وكان هولاند أعلن الثلاثاء أن فرنسا وألمانيا ستقودان حملة مشتركة بشأن بطالة الشباب. ومن المقرر أن تقدم العاصمتان اقتراحاتهما لزعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين الشهر القادم في بروكسل. ودعت المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء فرنسا إلى مباشرة إصلاحات واسعة النطاق، بما فيها إصلاح سوق العمل، وتطبيق إصلاحات في نظام التقاعد. البطالة بفرنسا وأظهرت بيانات من وزارة العمل الفرنسية اليوم أن عدد العاطلين في فرنسا زاد بحوالي أربعين ألفا أو 1.2% في أبريل/نيسان, مسجلا مستوى قياسيا مرتفعا جديدا. ورفعت تلك الزيادة عدد الأشخاص المسجلين الباحثين عن وظيفة في فرنسا إلي أكثر من ثلاثة ملايين و264 ألفا، وهو أعلى مستوى على الإطلاق منذ أن بدأ الاحتفاظ بسجلات في 1996، وهو رقم يتوج عامين من الزيادات الشهرية المتتالية. وعلى مدى الأعوام الخمسة الماضية كان شهر أبريل/نيسان الشهر الثالث والخمسين الذي شهد زيادة في عدد العاطلين، وهو ما يبرز أزمة مزمنة في الوظائف مع انزلاق الاقتصاد الفرنسي مجددا إلي الركود في الربع الأول من العام. وارتفعت أرقام العاطلين أيضا بسبب استغناءات عن العاملين في قطاع الصناعة. ويوجه المستوى القياسي الجديد لعدد العاطلين ضربة لهولاند، الذي عقب على الأرقام بقوله 'على الرغم من هذه البيانات، وعلى الرغم مما تعنيه لكثير من الفرنسيين على المستوى الفردي وعلى مستوى الأسرة، فإنني أبقي على هدف رد اتجاه البطالة عكسيا بحلول نهاية العام'.