شبام نيوز . ا ف ب أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه أمس على محتجين احتلوا متنزها في وسط اسطنبول مما أدى إلى إصابة عشرات بينهم سائحون في أعنف حملة أمنية حتى الآن على احتجاجات المعارضة. وبدأ الاحتجاج في حديقة جيزي بارك مساء الاثنين بعد أن قطعت شركة مقاولات اشجاراً لكنه اتسع إلى مظاهرة كبيرة ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وقال كوراي جاليسكان مدرس العلوم السياسية بجامعة البوسفور الذي شارك في الاحتجاج "ليست لدينا حكومة. لدينا طيب اردوجان.. حتى انصار حزب العدالة والتنمية يقولون إنهم فقدوا عقولهم.. لم يستمعوا لنا ..هذه بداية صيف الغضب". واشتبكت شرطة مكافحة الشغب مؤخرا مع عشرات الآلاف من المحتجين في يوم العمال قبل اسابيع في اسطنبول. كما وقعت احتجاجات ايضا على موقف الحكومة من الصراع في سوريا وعلى تشديد القيود على بيع الخمور وعلى تحذيرات من مشاهد تبادل العواطف في العلن.وأُصيب 24 شخصا على الأقل أثناء تفريق احتجاجات مستمرة منذ أربعة أيام ضد مشروع بناء كبير في ساحة تقسيم الشهيرة في اسطنبول. واستلقى عدد من الجرحى أرضا بعدما فقدوا الوعي بسبب استهدافهم بكميات كبيرة من الغاز المسيل والدموع ورذاذ الفلفل فيما نقل شخصان إلى المستشفى لاصابتهما في الرأس. وأُصيب متظاهران بكسور في الذراع وآخرون بكسور متنوعة عند انهيار سقالات عندما حاولوا الفرار من أمام الشرطة في الساحة. واندلعت مناوشات متكررة بين الشرطة وعشرات المتظاهرين الذين هتفوا "انكم تقتلوننا" ورشقوا قوى الأمن بالحجارة. وملأ الغاز المسيل للدموع نفق المترو ودخل عبر زجاج سيارات المارة فيما توافدت سيارات الاسعاف إلى المكان لنقل المصابين. وكتب متظاهر على حسابه في موقع تويتر "إنهم يرشون الجميع، كأنها مبيدات" متابعا "أولاد وأطفال وكبار في السن وسياح، لا يهمهم أحد". وأعرب الآلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن دعم المتظاهرين فيما أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا أمس الأول تدين فيه "استخدام العنف المفرط ضد متظاهرين مسالمين". وبدأت الأعمال في نوفمبر في الساحة التاريخية لتوسيع أماكن للمشاة في المنطقة المحيطة بالساحة التي تعتبر مكان تجمع معهودا للتظاهرات والاحتجاجات ومقصدا رئيسيا للسياح. كما سعى المتظاهرون من سكان اسطنبول بمختلف أعمارهم إلى الاحتجاج على مشروع تنفذه البلدية ويفترض اقتلاع عدد كبير من 600 شجرة تعتبر متنفسا لسكان المدينة. وأعلن عن إعادة بناء ثكنات عسكرية عثمانية في ذلك المكان وكذلك مركز ثقافي وآخر تجاري. ومنذ أن أتت الجرافات إلى الحديقة الاثنين الماضي تحرك سكان المدينة المعتادون على التجول في الحديقة والناشطون المدافعون عن البيئة مدعومون بنواب، احتجاجا على المشروع الذي يعتبرونه "غير قانوني". وتدور صدامات يومية بينهم وبين قوات الأمن. وبعد تدخل أمس عاد المتظاهرون إلى التجمع قرب الحديقة. ويؤكد معارضو المشروع أنه سيحول الساحة الى منطقة تجارية إسمنتية أخرى بلا طابع تهدف إلى كسب المال وستبعد السكان الذين كانوا يعتمدون الحديقة مكانا للتلاقي. وتقلصت مساحة تلك الحديقة التي انشئت في 1940، تدريجيا عبر بناء فنادق فخمة في ضواحيها. وأعلنت بلدية اسطنبول وهي أكبر مدينة في تركيا يسكنها حوالى 15 مليون نسمة، والتي يحكمها حزب العدالة والتنمية المحافظ الحاكم المنبثق عن التيار الإسلامي أن الاشجار المقتلعة ستزرع مجددا في أماكن أخرى.