كشف مشروع "مشيرب قلب الدوحة" الرائد لإعادة إحياء الوسط التجاري التاريخي لمدينة الدوحة عن ساحة "البراحة" التي يتزين بها المشروع، وكأكبر ساحة في الهواء الطلق على مستوى منطقة الخليج عند إنجازها. حيث تعتبر الوجهة الرئيسية التي تضمن لزوارها التمتع بتجربة المطاعم والمقاهي العصرية الراقية عبر 15 منفذاً تنتشر في مختلف أرجائها. وتندرج أعمال "البراحة" ضمن مخطط المرحلة 1B من المشروع وتعادل بمساحتها ساحة سان ماركو في البندقية. كما تستخدم الوجهة العصرية أحدث أنظمة التبريد وأفضل تقنيات إدارة المناخ لتضمن للزوار والمشاة ورواد المطاعم درجة حرارة معتدله في فصل الصيف، كما يستلهم تصميمها عناصر العمارة القطرية التقليدية في توزيع الطرقات والمباني بحيث تسهم في تهوية الموقع بسماحها بمرور نسمات الهواء العليل القادمة من صوب الخليج، وتضمن حماية المشاة من أشعة الشمس. وتشكل هذه الساحة قلب مشروع إعادة إحياء الوسط التجاري التاريخي لمدينة الدوحة، عبر ما تستضيفه من استعراضات وعروض وفعاليات اجتماعية وموسمية استثنائية على مدار العام. ويُعد المنتدى الثقافي من أبرز المعالم المجاورة ل"البراحة"، حيث يقدّم حيزاً مدنياً يمتد على مساحة 19 ألف مترٍ مربع، ويؤدي المنتدى دوراً ثقافيّاً وفنياً، إذ سيكون مقصداً للفنانين والمبدعين، ويتضمّن صالتين سينمائيّتين لعرض الأفلام الفنيّة المتخصّصة، إلى جانب مسرح للفنون. كما سيوفر المنتدى مساحات لإقامة المعارض الفنيّة والثقافيّة، وقاعات للدورات التدريبية على فنون مختلفة تشمل الموسيقى والفنون التشكيليّة. وإلى ذلك، تم وضع تصاميم "البراحة" من قبل الشركة العالمية للهندسة المعمارية "موسيسيان أند بارتنرز"، وهي تجمع طراز المجلس المدني العصري مع الديكور الذي يتضمّن الثريات والمقاعد المنجدة في الهواء الطلق. وقد حظي هذا التصميم المبتكر بالتكريم على المستوى العالمي ضمن إطار جوائز "مييبم" المعمارية في مدينة كان الفرنسية في مطلع العام الفائت. وبهذا السياق، قال السيد عبدالله حسن المحشادي، الرئيس التنفيذي – لشركة "مشيرب العقارية ": تعيد "البراحة" بوصفها واحدةً من أهم المراكز الاجتماعية ضمن مشروع "مشيرب قلب الدوحة"، إحياء لمفاهيم الروابط الاجتماعية العربية الأصيلة في العاصمة القطرية، حيث تشكل بذلك ملتقىً لمختلف الشرائح العمرية، وبوابة يطل عبرها الكثيرون من زوار الدولة للمرة الأولى على عراقة وتراث العاصمة الدوحة. وتابع المحشادي: إن "البراحة" يعكس أيضاً نهج "مشيرب العقارية" في إعادة تشكيل البيئات العمرانية العربية الأصيلة، بهدف تقليل أثر النشاط البشري على البيئة، حيث يمتاز المشروع الرائد بخصائص تشجّع على التفاعل الاجتماعي والتنزه سيراً على الأقدام عوضاً عن استخدام السيارات. وفي غضون ذلك، تقدّم هذه الساحة المرصوفة بالحجارة حيزاً استثنائياً للراحة والاسترخاء واللقاء عبر توزيع تجهيزات الإنارة ونوافير المياه والمقاعد الخارجية بصورة مبتكرة فريدة، وهي تقع بجانب فندق "ماندرين أورينتال"، وتضم أكثر من 10 مطاعم في الطابق الأرضي، تطل عليها المباني السكنية والتجارية. ويعمل السقف القابل للفتح والإغلاق على حماية الساحة من حرارة شمس النهار، وعلى تحرير الحرارة في الجو عندما يتم فتحه ليلاً، فيما تقدّم المظلات السفلية حماية إضافية من الحرارة، وتضمن دوراناً مثالياً للهواء الصادر عن أجهزة التكييف العمودية التي يتم تشغيلها بالطاقة الشمسية من الألواح الكهروضوئية المركبة على السقف. كما يقوم نظام التبريد الحديث المدمج ضمن الأرضية بتخفيض حرارة الحجارة المرصوفة ومنع اكتسابها للحرارة بفعل أشعة الشمس. واستطرد المحشادي: إن"البراحة" تشكل شاهداً حياً على التزامنا باستخدام تقنيات الاستدامة المبتكرة؛ التراثية منها والعصرية، لإدارة المناخ الداخلي ضمن المشروع الرائد مع مراعاة أفضل المعايير البيئية، علماً بأن تصاميم هذه المكونات تنسجم تماماً مع فن العمارة التقليدي الذي يُشكل الأبجدية التي صيغت منها اللغة المعمارية الفريدة الأصيلة لمشروع "مشيرب قلب الدوحة". يُشار إلى أن مشروع "مشيرب قلب الدوحة" يمتد على مساحة 31 هكتاراً (أي ما يعادل310,000 متر مربع) من الأرض، وهو يمزج عراقة التراث القطري ومقوماته الجمالية الأصيلة مع أحدث مبتكرات التقنية المتقدمة لتحقيق أرقى مستويات الكفاءة البيئية. ويتمثل الهدف الاستراتيجي الرئيسي للمشروع في الحد من التوجه السائد، والذي يتسم باستخدام الأراضي بأسلوب يتطلب كمية كبيرة من الطاقة، والاعتماد المفرط على السيارات كوسيلة نقل.