استوقفتني صورتها عن بعد أميال مررت عليها مودعاً دون سلام سجن كبير متراكم السكان الحركة فيها اعدام الدخول إليها والخروج منها بتصريح فهي للأموات ضريح يميل مع هبوب الريح في غزة موت بلا موت روح بلا صوت هناك يمتنع الخوف ورود تختزن بداخلها ألم مرآة تعكس الظلم للعجم مخيمات بيوتها من طين تشهد الموت والأنين في شوارعها تصعب أن تسير في غزة أناس بلا مأوي بطالة تعم بها البلوي نصف الشعب أسري والنصف الآخر شهداء وجرحي في غزة مأساة أطفال مصورة وأحزان أم مبعثرة أناس بلا هوية مصدقة في غزة يعبر علي ركام الأحياء وفود كل الحكومات أسود وعلي المنبر نقض بالعهود علي كل الأبواب قيود وفي كل الطرقات عيون عبر الممرات جسور بعض المنازل قصور وبعضها الآخر يفترش الأرض مجبور في غزة يتكبر المسؤول والكل يفتي ويقول من فلان إلي فلان رسول والكل يعرف في الأصول في غزة أشباح الفقر تخترق البيوت تمر علي الناس كأنهم أخشاب مُسنَّدة يفترشوا الألم تحت وسادة من حديد يجاهدوا السماء مع كل يوم وليد يأكلوا في إناء من صديد وفي الحياة لا جديد في غزة لا يوجد للروح متنفس أصحاب الشمال جنوب وأصحاب الجنوب شمال يدورا في أفلاك مفرغة لا يوجد فيها غير المتنزهات وعلي البحر أناس بالآلاف في غزة معبر يضيق بالناس من شدة غضبه أكثر من رضاه عليه يصطف الجند عدة يعامل المرضي بحدة لا يرحموا فقلوبهم مستبدة هذه هي غزة من شمالها إلي جنوبها تضيق بالناس لا يوجد فيها عدل وإحساس إذا تكلمت يوجد القصاص فالصمت هو الأساس هذا جزء بسيط من شوارع غزة وباقي الحكاية في القلوب معتزة بقلم الشاعرة: رغدة صالح