عبدالله حشيش- القاهرة تشير النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات الرئاسة التى جرت فى إيران أمس الاول الجمعة إلى تقدم رجل الدين الاصلاحى المعتدل حسن روحانى فى السباق الرئاسى، مما أثار تساؤلات كثيرة على المستويين الاقليمى والدولى حول انعكاسات فوزه بالرئاسة على السياسة الايرانية داخليا وخارجيا وخاصة على العلاقات الايرانية مع محيطها العربى الذى يشهد توترات بسبب السياسات الايرانية للرئيس أحمدى نجاد سواء فى سوريا أو على مستوى التدخلات الايرانية فى جوارها الجغرافى بدول مجلس التعاون الخليجى ويرى خبراء مصريون أنه من غير المرجح، أن يؤدى فوز « روحاني « بمنصب الرئيس إلى تغيير ملموس فى العلاقات بين طهران والغرب أو فى علاقات ايران مع محيطها العربى. وأرجعوا ذلك إلى «محدودية « دور الرئيس فى صناعة القرار الايرانى و فى صياغة السياسة الخارجية حيث تحدّ آليات صنع القرار فى ايران من دور الرئيس فى صياغة سياسة ايران الخارجية، وتطلق يد كل من المرشد العام للثورة ومجلس تشخيص مصلحة النظام فى صناعة القرار الايرانى ، ومؤكدين على أن كلام « روحاني « عن التغيير سوف يبقى مجرد « دعاية « انتخابية لن تجد لها مكانا للتنفيذ على أرض الواقع، كما أوضحوا ان « روحاني « هو الوجه الآخر للمرشد العام للثورة على خامئني، وأنه كان جزءا من النظام ولم يأت من خارج النظام، وأن فوز « روحاني « فى حال اعلانه رسميا يعد محاولة ايرانية لاستيعاب مستجدات الربيع العربى، وان اختيار « روحاني « يعدّ بمثابة المحاولة الالتفافية « على مطالب التغيير التى اجتاحت المنطقة مع الربيع الذى ضرب بعض دول الاقليم وقال خبير الشؤون الايرانية ورئيس قسم الدراسات الشرقية بمعهد الدراسات والبحوث الاسيوية بجامعة الزقازيق الدكتور أحمد محمد نادى: إن اختيار « روحاني « هو اختيار للمرشد بغض النظر عن توصيف روحانى بالاصلاحى أو المعتدل، وان التصويت الذى جرى ل « روحانى « هو نتيجة تزكية مرشد الثورة السيد خامئنى له، مؤكدا على عدم حدوث تغيير فى السياسة الايرانية فى حال اعلان فوز « روحاني « رسميا برئاسة ايران، واكد استمرار السياسة الايرانية تجاه الاقليم بدون تغيير،وذلك فيما يستمر النهج الايرانى تجاه القضايا العربية والاسلامية بدون تغيير أيضًا ، وأرجع « نادى « اختيار « روحاني « وليس « رافسنجاني « الى أن روحاني يبدو واجهة مشرقة للمرشد أكثر من رافسنجاني وخاصة المشكلات التى تعرّض لها الأخير فى الفترة الماضية وجعلته ورقة « محروقة للمرشد وقال « عابد «: إن سياسة ايران لن تتغيّر بتغيير الرئيس وأن طهران تحكمها مصالحها الثابتة وبعضها له أبعاد « عقدية « يصعب تغييرها. من ناحيته قال خبير الدراسات الايرانية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور محمود ابو القاسم: إنه لا يتوقع حدوث تغيير فى السياسة الايرانية بعد رحيل نجاد، ووصول « روحاني « للسلطة، مضيفا ان « روحاني « كان جزءا من النظام و ينتمى الى رجال الدين،وأضاف أبو القاسم « أن دور الرئيس فى السياسة الايرانية محدود بالمقارنة بدور المرشد الذى يعد المحدد الرئيسى للسياسة الايرانية، وتوقع أن التغيير فى السياسة الايرانية سيكون شكليًا ولن يمسّ جوهر السياسة الايرانية ومحدداتها الرئيسية فى القضايا الاقليمية. وأشار « أبو القاسم « الى أن كل السوابق التاريخية لرؤساء ايران لم تفض الى تغيير حقيقى وملموس ويكفى أن نراجع السياسة الايرانية فى عهد الرئيسين اللذين يوصفان بالاصلاحيين وهما محمد خاتمى وهاشمى رافسنجانى، وسوف ندرك أنه لم يحدث تغيير فى سياسة ايران الخارجية، وأن ايران لم تتخل عن ثوابت سياساتها الخارجية القائمة على مصالح محددة من قبل المرشد ولجنة تشخيص مصلحة ايران، وان ما يتم مجرد تغييرات فى الشكل دون المساس بالمضمون.