في كل عام ما أن يقترب الشهر الكريم شهر رمضان المبارك حتى يهرع الناس يتسابقون على الأسواق للفوز بأكبر نصيب من الأغذية والأشربة وتراهم ذهاباً وإياباً من وإلى الأسواق لجلب أكبر كمية من أنواع الأطعمة العديدة وتكديسها في المنازل وكأن هناك حرب ستقع غداً أو بعد غد بل كأنهم لم يأكلوا ولم يطعموا ولم يشربوا طوال العام إنها حقاً لوثة وصرعة مقاضي رمضان سبحان الله أليس رمضان مثله مثل الشهور الأخرى؟ لماذا هذا الهلع وجنون الشراء وإضاعة المال والإسراف والتبذير الذي مصيره للأسف حاويات القمامة ..نعم لا يفرح ويسعد سعادةً غامرة بقدوم رمضان من الناحية التجارية كأصحاب الأسواق والمحلات التجارية عما يرونه من تسابق الناس على التبضع بشكل جنوني أهكذا يكون الإحتفاء واستقبال شهر الخير شهر المواساة شهر العبادة شهر المحبة شهر العتق من النار والتقوى والعودة إلى الله؟ لقد حولوا شهر الصيام إلى شهر أكل وشرب وإسراف وتبذير وقضوا على الحكمة من الصيام ناهيك عن الإهتمام الشديد بالمسلسلات والأفلام ومتابعتها ومعرفة أوقات بثها حتى ولو تعارضت مع أوقات الصلوات بدلاً من الصيام عن هذه المسلسلات والأفلام والتوجه إلى العبادة وإصلاح الذات مع الله. وتطبيق قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). (ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). أي صوم هذا وأي تقوى تلك هذا للأسف هو مبلغ علمهم من شهر رمضان أكل وشرب ومشاهدة الفضائيات وسهر ولعب وغناء. فاتقوا الله يا مسلمون ..أعطوا الشهر الكريم حقه من التوبة والإنابة إلى الله وإصلاح الحال مع الرب جل وعلا .إن رمضان ما هو إلا دورة إيمانية سنوية لزيادة الإيمان والتقوى والخوف من الله والصبر عن المعاصي والمنكرات . لكي نستقيم عليها بعد رمضان وبقية حياتنا قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). وقال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان). حمود الشميمري- جدة