أيام قلائل بل سويعات معدودة ويحل بين ظهرانينا ضيف كريم وعزيز ليس ضيفاً كالضيوف الآخرين بل هو ضيف الله هو الذي يكرمنا ولسنا نحن الذين نكرمه فمهما فعلنا من تكريمه وتعظيمه واحترامه يبقى له الفضل علينا بعد الله فهو (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) وهو شهر القرآن والتراويح والقيام والمحبة والمواساة والصدقة والتسامح وصلة الأرحام والعطف على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل، فيه ليلة خير من ألف شهر، (ليلة القدر خير من ألف شهر) فيه تفتح أبواب السماء وتصفد الشياطين ويقال ياباغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر شهر نزول الرحمات والنفحات والعتق من النيران، شهر الدعاء، شهر الصبر، شهر التوبة، فهنيئاً لمن بلغه الله شهر رمضان، نعمة عظيمة لأن يبلغك الله الشهر الكريم قال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ولكن كيف يكون الصوم الحقيقي؟ فالجاهل والمتعلم يعلم علم اليقين صوم البطن والفرج ولكن فئة قليلة تعلم صوم الجوارح العين، واللسان، الأنف، الشفتين، اليدين، الأرجل بل جميع الجسم يجب أن يصوم عن سماع الحرام ورؤية الحرام، والتحدث بالحرام وأخذ الحرام، والمشي إلى الحرام، فما رمضان إلا دورة إيمانية سنوية لتقوية إيماننا وصبرنا وتحسن أحوالنا مع الله. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). نعم لعلكم تتقون وليس تسهرون، تأكلون، تشربون، تبذرون، تغتابون، أو المسابقات والفوازير تحلون أو المسلسلات تتابعون، هذه الحكمة والقصد من الصيام لعلكم تتقون لهذا فرض الله الصيام. حمود الشميمري- جدة