دشنت قرية عسير التراثية التي تقع بجانب الانتركونتيننتال في سودة عسير على مساحة تزيد على 30 ألف متر مربع، باكورة نشاطاتها ضمن فعاليات مهرجان أبها يجمعنا لهذا العام. وتعد القرية أهم مشروعات أمانة المنطقة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وجمعية الثقافة والفنون بأبها. بدوره أوضح المشرف على القرية الدكتور مقبل بن عبدالله المقبل أنه تم تنفيذ القرية خلال الثلاثة أشهر الماضية، مبينًا أنها تضم 30 محلًا للأسر المنتجة والحرفيين، وأنها تمثل البيئة العسيرية بشكل جمالي، وبألوان تعبر عن الذوق العسيري القديم بصورة متطورة وحديثة. وعن أهم مرافق القرية، أفاد المقبل أنه يوجد في القرية 4 مقاهٍ شعبية وبيئة البادية كاملة وفي وسط القرية الخيام والإبل وأنماط العيش في عسير قبل 50 سنة، وكل مظاهر الحياة من الرعي والحصاد ومناسبات الزواج والكتاتيب وطقوس المطر والحراثة والزراعة. وعن الطراز العمراني للقرية، أفاد أن بناء القرية عبارة عن طراز مصمم من الحجر والطين القديم على الطراز العسيري والرسم بالقط والنقش العسيري، وقال: «إن الهدف وجود قرية في السودة تحظى بصورة جمالية لها ولعسير بشكل عام، والتعريف بالعادات القديمة، وفتح مجالات العمل أمام أبناء السودة في موسم الصيف حيث يشارك الأطفال والنساء والشباب في الأعمال الموجودة في القرية»، مبينا أن الهدف الأساسي من إنشائها إعطاء صورة جمالية للسياحة في عسير والاستفادة من الموسم السياحي في المجال الاقتصادي والتعريف بتراث الأجداد والآباء وحمايته من الاندثار وتعريف الجيل الجديد بكل العادات والمهن القديمة، إذ يتم تقديم نماذج الحرف القديمة كمعاصر السمسم والحراثة والحصاد، والمزارع القريبة من القرية المفتوحة للسائحين بما يوحي بجو القرية القديم. وتابع أن عدد العاملين في القرية يبلغ 200 شخص من حرفيين وحرفيات وأسر منتجة وعاملين وفرق العمل التمثيلية والمسرحية. وأضاف: «سيتم تقديم مشاهد تمثيلية حية عن أنماط الحياة في عسير وخلفيات صوتية للقرية كاملة، يقدمها المبدعون من أبناء السودة، ومن الممثلين بجمعية الثقافة والفنون بعسير»، متابعًا: «هناك برنامج يومي من الثانية ظهرًا إلى التاسعة مساء، يتم خلاله تقديم وجبات ومشروبات تراثية من إنتاج الأسر المنتجة، ومشاهدة الحرث والحصاد، وإبداعات الممثلين من أبناء القرية، ويتم تقديم العرض المفتوح طوال اليوم وكأن الزائر يعيش حياة الأجداد قبل 50عامًا، كما يتم عرض الأزياء القديمة، وتمكين الزوار من ارتداء الزي العسيري، حيث إنه بإمكان السياح ارتداء الزي ومشاركة الفريق التمثيلي». وأردف «يوجد في القرية مرسم مفتوح على مساحة 4 آلاف متر، وتم تجهيز الموقع حيث سيتم فتح المجال للرسم لكل زوار القرية». من جهته، أكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة عبدالله مطاعن أن القرية تعتبر من النماذج الحديثة ذات الطابع التراثي والتي تعبر عن تاريخ عسير من كل النواحي، مضيفًا انه تم دعم المشروع من قبل الهيئة العليا للسياحة باعتباره من المشروعات الجديدة والمميزة والتي ستضفي على السياحة في المنطقة أجواء جديدة وستعطي انطباعًا حضاريًا عن المنطقة. المزيد من الصور :