قالت مصادر إيرانية مقربة من مكتب الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني ل(المدينة) إن روحاني سيعقد مؤتمرًا صحفيًّا اليوم الاثنين يرد فيه على الأسئلة المتعلّقة بالعلاقات الإيرانية - الدولية، والعلاقات الإيرانية - الإقليمية والموضوع النووي وموقف حكومته من الأزمة السورية والعلاقة مع حزب الله، إضافة إلى موقف حكومته من الأزمة الاقتصادية الداخلية والعلاقات مع المرشد والمؤسسات الاخري في إيران، وطريقة تشكيل الحكومة، وما إذا كانت ستضم وزراء إصلاحيين. وكانت مصادر مقربة من مكتب روحاني قد أكدت بأن روحاني سيفتتح زياراته الدولية إلى عواصم المنطقة لمناقشة العلاقات الإقليمية) وفي سياق ردود الأفعال الداخلية بعد الانتصار الكبير الذي حققه مرشح الاصلاحيين والمعتدلين حسن روحاني مقابل خمسة مرشحين كانوا الأقرب إلى المرشد علي خامنئي، صدرت في إيران ردود افعال مختلفة من الأصوليين والإصلاحيين؛ فقد اعتبرت الصحافة الإصلاحية مثل (افتاب الشمس)، وصحيفة (ارمان)، وصحيفة (اعتماد)، وصحيفة (ابتكار): أن الشيخ روحاني قد انتزع مفتاح (باستور)، (في إشارة إلى مكتب الرئاسة الإيرانية الواقع في شارع باستور وسط طهران) من المتشددين، وأن شمس الاعتدال في ايران قد اشرقت بوصول شيخ الاعتدال والاصلاح الي باستور)، وعنونت صحيفة اعتماد على صفحتها الأولى (السلام على شيخ الأمل من الأمة المتطلعة للتغيير).ص وفي السياق ذاته اصدر الحرس الثوري الايراني بيانا أكد فيه استعداده للتعاون مع الحكومة المقبلة برئاسة حسن روحاني في إطار الواجبات والمسؤوليات القانونية المسندة اليها وأعرب الحرس الثوري عن شكره وتقديره للشعب الإيراني الذي أثبت ولاءه ووفاءه لنظام الجمهورية الإسلامية من خلال زحفه المليوني إلى صناديق الاقتراع والمشاركة في الاستحقاق الرئاسي. واعتبر الحرس الثوري الحضور الجماهيري والملحمة الوطنية المتمثلة في المشاركة بالاستحقاق الانتخابي في ال14 من يونيو جاءت تجسيدًا للوعي والإدراك السياسي العميق والصائب للإيرانيين المنضوين تحت لواء نظام ولاية الفقيه بقيادة المرشد علي خامنئي. وتعليقًا على الانتصار الذي حققه روحاني، اعتبرت قيادات أصولية انه لن يحدث أي تغيير في السياسة الخارجية والملف النووي. وقال النائب الأصولي أحمد توكلي: «واجب الرئيس في كل حكومات إيران المتعاقبة يقوم بتنفيذ السياسات التي يقوم المرشد بتبليغها وفق الخطة العشرينية للبلاد». وأضاف: «يستطيع الرئيس روحاني أن يغير وزراء الخارجية ورئيس المجلس الأعلى للامن القومي ويمكن أن يكون هناك تغيير فيالسياسات لكنه لا يصل إلى الجوهر المرتبط بخامنئي». من جانبه اعتبر شريف حسيني عضو الهيئة الرئاسية للبرلمان: ان سياسة ايران النووية لن تتغير بتغير الرئيس نجاد والمجئ بروحاني وأضاف: سياستنا النووية لاترتبط بالرئيس الجديد بل بالشعب، وأضاف: «الرئيس يستطيع تبني سياسات معتدلة تكمل مسيرتنا النووية»!! وكانت صحف الأصوليين قد صادرت انتصار الإصلاحيين لصالحها واكدت صحيفة كيهان المقربة من المرشد خامنئي بأن « روحاني ليس اصلاحيا وان انتصاره كان بحكمة المرشد والشعب الذي حقق الملحمة السياسية»! من جانبه اعتبر موقع المرشح الخاسر محسن رضائي بأن هزيمة الإصوليين «مستحقة» واضاف موقع على تابناك: «كنا نستحق الهزيمة لأننا لم نقدم شيئًا للشعب سوى السباق نحو كراسي السلطة « وأشار إلى أن فوز روحاني هو أكبر صفعة للأصوليين الذين فشلوا في توحيد صفهم. من جهة أخرى هنأ حسن نصر الله، ولأول مرة في رسالة، المرشح حسن روحاني بمناسبة انتخابه رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وجاء في الرسالة (إننا في حزب الله لبنان، ومعنا كل المجاهدين والمناضلين في هذا البلد المقاوم، نتوجه إلى سماحتكم بأسمى آيات التبريك بمناسبة حيازتكم، وبجدارة، على هذه الثقة العظيمة من هذا الشعب العظيم، وانتخابكم رئيسًا للجمهورية الإسلامية المباركة، في ملحمةٍ سياسيةٍ وشعبيةٍ وتاريخيةٍ لا نظير لها في عالم اليوم، والتي جسّدت نداء سماحة القائد المعظَّم الإمام الخامنئي (دام ظلّه)، وحققت أمنيته الغالية. سيادة الرئيس: وكما أحيت هذه الملحمة السياسية، بانتخابكم المبارك، آمال وتطلعات شعب إيران العزيز إلى كل ما يصبو إليه، فإنها أيضاً جدّدت الآمال الكبار لدى جميع أصدقائكم ومحبيكم وإخوانكم من الشعوب العربية والإسلامية والمستضعفة، والتي كانت دائماً تجد في الجمهورية الإسلامية سندًا لكل مظلوم، وعونًا لكل مستضعف، وعمادًا لكل مقاوم ومجاهد في سبيل الله، فإنها ترى اليوم أنكم محطّ الآمال، وإليكم تشخص الأبصار وتهوي الأفئدة!!