د. عبد العزيز حسين الصويغ هذا الحوار جرى بين أب وابنه الصغير: الابن: أبي .. هل أستطيع أن أسألك سؤالاً؟ الأب: بالطبع بني .. ما هو سؤالك؟ الابن: أبي، كم تتقاضى في العمل في الساعة الواحدة؟ الأب: هذا ليس من شأنك. لماذا تسأل مثل هذا السؤال؟ الابن: أنا فقط أردت أن أعرف. أرجوك أخبرني؟ الأب: إذا أردت فعلاً أن تعرف، أنا أتقاضى 100 ريال في الساعة الواحدة. الابن: ورأسه منكس إلى الأسفل، هل يمكن أن أقترض منك 50 ريالاً؟ الأب يثور على الابن، ثم يتوجه له بالحديث الأب: إذا كان السبب الوحيد لسؤالك هو أن تقترض نقوداً كي تشتري لعبك السخيفة أو لأي شئ سخيف آخر، فإن عليك أن تغرب عن وجهي وتتوجه إلى غرفتك وتنام. وفكر كيف أنت أناني لا تفكر إلا في نفسك. أنا أعمل بجد كل يوم من أجل مثل هذه التصرفات السخيفة. الطفل الصغير ينسحب بهدوء ويذهب إلى غرفته، ثم يقفل باب الغرفة. الأب يجلس ويفكر بشيء من العصبية والغضب حول سؤال ابنه. ثم .. وبعد حوالي ساعة من الوقت أو يزيد، يهدأ الرجل، ويبدأ في التفكير: ربما هناك شيء ضروري يحتاجه طفله، ويريد أن يشتريه بالخمسين ريالاً، خاصة وأنه عادة لا يطلب نقوداً بشكل مستمر. ويقرر الأب أن يذهب إلى غرفة ولده ويفتح الباب. الأب: هل أنت نائم يا بُني؟ الابن: لا يا والدي، أنا مازلت مستيقظاً. الأب: أنا جلست أفكر .. ربما كنت قاسياً عليك بعض الشئ منذ قليل. لقد كان يوماً طويلاً بالنسبة لي، وقد جعلتني ضغوطه أخرج غضبي عليك. هاك هي الخمسون ريالاً التي طلبتها. الابن فرحاً: أووه .. شكراً يا والدي! ثم اتجه ماداً يده تحت وسادته ليخرج بعض فئات النقود الورقية. التي عندما لمحها الأب عاد له غضبه مجدداً. وأخذ الطفل الصغير يعد نقوده، ثم نظر إلى والده. الأب: لماذا تطلب مزيداً من النقود وأنت لديك هذه النقود؟ الابن: لأنه لم يكن لدي نقود كافية، أما الآن فلدي النقود التي أحتاجها. أبي، أنا لدي الآن 100 ريال. هل يمكن أن أشتري ساعة من وقتك؟ أرجوك تعال غداً مبكراً. أنا أريد أن أتعشى معك. وقف الأب مذهولاً وهو يستمع إلى ابنه. ووضع ذراعيه حول طفله الصغير، وطلب منه الصفح. وهي تذكرة بسيطة لكل منا الذين يعملون بشكل متواصل في الحياة بأن لا ندع العمل يسرق أحلى أوقاتنا مع أبنائنا وعائلاتنا، ويضيع العمر من بين أصابعنا دون أن نقضي بعضاً منه مع من نُحب، مع من هم أغلى من كل شيء .. حتى من العمل نفسه. مع أولئك الذين هم قريبون من قلوبنا. وتذكر أن تُشارك ذلك الوقت الذي لا تتجاوز قيمته 100 ريال لتقضيه مع من تُحب. فإننا إذا ما متنا غداً، فإنه يمكن للشركة أو المكان الذي نعمل فيه أن تستبدل الفرد منا خلال أيام. لكن العائلة والأصدقاء الذين نتركهم خلفنا سيشعرون بالفقد ما تبقى من حياتهم. نعم .. لابد أن نُحب العمل الذي يمدنا بالمال الذي نحتاجه للإنفاق على أنفسنا وعلى أولادنا وأسرنا ... لكن هناك أشياء أهم من العمل .. إنها العائلة والأولاد. * نافذة_صغيرة: [[ وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض]] عمران بن حطان [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain