إنها الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، اختارها الاتحاد الدولي «UICC» بجنيف، أكبر منظمة دولية لمكافحة السرطان، وضمن برنامج الإعلان العالمي للسرطان، لتكون أول سفيرة دولية لسرطان الأطفال على مستوى العالم؛ تكريماً لجهودها في مناصرة الجهد الإنساني والوطني الذي تقوم به المؤسسات لمجابهة المرض، وتتويجاً لجهودها الكبيرة محلياً ودولياً في دعم السياسات الرامية لمكافحة مرض السرطان بكافة أشكاله، وإطلاق المبادرات لرفع الوعي العام بين أفراد المجتمع بخطورة المرض وضرورة الكشف المبكر عنه، والعمل على تأمين أفضل السبل لعلاج المرضى والعناية بهم وبعائلاتهم. اعتبرت الشيخة جواهر، اختيارها لهذا المنصب؛ شرفاً كبيراً ومسؤولية أكبر تجاه المجتمع الدولي بشكل عام، وأطفال العالم على وجه الخصوص، وأكدت أنها ستبذل قصارى جهدها لإيصال رسائل الاتحاد لكافة أنحاء العالم، والمساهمة في تعزيز الوعي العام بمرض السرطان وخطورته، وضرورة التصدي له بكافة السبل الممكنة، والمساهمة في تطوير المؤسسات العلاجية لهذا المرض؛ الذي بات يشكل تحدياً عالمياً للبشرية كافة؛ خاصة مع زيادة معدلات الإصابة به؛ ليغدو قضية مجتمعية تُوجب على الجميع تحمل المسؤولية لدفع هذه الآفة، والحد منها قدر المستطاع. أصدقاء السرطان ويعكس اختيارها سفيرة للإعلان العالمي للسرطان «الإشادة الدولية بأنشطتها التي أفضت إلى رفع سقف الوعي بهذا المرض، ودعم المرضى المصابين به»، فقد قامت الشيخة جواهر بإنجازات كبيرة؛ تمثلت بتدشينها لجمعية أصدقاء مرضى السرطان عام 1999، وتتمثل أهداف الجمعية في تقديم الدعم المالي والمعنوي والنفسي لمرضى السرطان وأسرهم في الإمارات العربية المتحدة، ونشر الوعي عن المرض، فقد نجحت الجمعية منذ تأسيسها في مساعدة ما يزيد على 900 مريضٍ وعوائلهم عن طريق تقديم الدعم المعنوي والمادي والطبي بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة، وتعمل الشيخة جواهر من خلال جمعية أصدقاء مرضى السرطان على ربط برنامج سرطانات الأطفال التابع للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان مع مبادرة مهمة أخرى برئاستها «سلام يا صغار»، وهو صندوق تم إطلاقه في العام 2010 لتحسين المستوى الصحي والتعليمي والمعيشي للأطفال في فلسطين. دعم الأسرة يحظى هذا الجانب بأهمية خاصة لديها من منطلق اهتمامها الدائم بقضايا الطفولة والأسرة، وتجسد هذا الاهتمام في العمل الإنساني الذي قامت به خلال الثلاثين عاماً الماضية، حيث حرصت على الدوام على تطوير المجتمع عن طريق الاهتمام بتنمية الأسرة بشكل عام، والطفولة بشكل خاص، من خلال إنشاء هيئات ومؤسسات متعددة، والتي تم تأسيس بعضها بهدف خدمة مجتمع إمارة الشارقة. إنجازات جاءت القافلة الوردية، وهي إحدى المبادرات التي أطلقتها جمعية أصدقاء مرضى السرطان الخيرية في العام 2011، برعاية الشيخة جواهر، ودعم مباشر من حاكم الشارقة؛ لتخدم برنامج «كشف»، الذي يُعنى بتوفير طرق وآليات الاكتشاف المبكر لأنواع من أمراض السرطان المختلفة، منها سرطان الثدي، وعنق الرحم، والبروستاتا، والجلد، والقولون، والمستقيم. وتقوم الجمعية عبر هذه المبادرة بقيادة حملة واسعة؛ للتوعية بأهمية الكشف المبكر والوقاية من سرطان الثدي في الدولة، إذ صممت «القافلة الوردية» لزيادة الوعي بسرطان الثدي، وحث السيدات والرجال في الدولة على إجراء الفحوص الذاتية، والخضوع لفحوص طبية دورية.