ذكرت مجلة "دبلوماتيك كاريور" الأميركية أن على اوباما في ولايته الثانية، في مقابل فرضه لقيود على إيران ومطالبته بالشفافية بخصوص ملفها النووي، أن يمنحها بعض الضمانات الأمنية والتشجيعات الاقتصادية القيمة. واشنطن (فارس) وفي مقال للمجلة بقلم "توماس بونومو" الضابط الاستخباراتي السابق في الجيش الأميركي وخريج أكاديمية سلاح الجو الأميركية والحاصل على البكلوريوس في العلوم السياسية ودراسات الشرق الأوسط، تناول أبعاد الحوار المباشر بين أميركا والجمهورية الإسلامية وقد طرح فيه مقترحاته لمنع وقوع حرب في الشرق الأوسط. وأوضح المقال أن التشجيعات الاقتصادية يمكن أن تتضمن دعم الكونغرس في تنفيذ إلغاء للحظر لمرحلة واحدة وعدم معارضة أميركا للاستثمارات في الحقل النفطي والغازي الإيراني ومنح وعود تجارية وتبادل علمي والحصول على تقنيات الطاقة وما إلى ذلك، وأضاف: "كما ويُتوقّع من إيران الالتزام الكامل بمعاهدة حظر الانتشار والبروتوكول الإضافي وإيصال عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% إلى الحد المقرر من قبل وكالة الطاقة بما يناسب تغطية الاستخدامات الطبية" على حد قوله. كما وأشار "بونومو" إلى ضرورة عدم تحول الصراع الفلسطيني "الاسرائيلي" إلى عقبة أمام الحوار بين أميركا وإيران لكنه ذكر أنه لابد من مطالبة إيران بالمشاركة في اتفاق بين الطرفين طبق حدود 1967 زاعما أن الاتفاق الاحادي الجانب الذي تطالب به إيران من شأنه أن يجر إلى حرب داخلية! وشدد المقال على أن التقليص الجزئي للحظر في مقابل التغاضي عن حقوق الجمهورية الإسلامية التي تكفلها معاهدة حظر الانتشار وانعدام الإرادة لمواجهة الأخطار المستمرة هي ضمانات تافه للغاية وقال: "إننا إذا ناقشنا ردود الإيرانيين في إطار تحليلاتهم المتشائمة جدا لنوايا الولاياتالمتحدة فسنكتشف أن ردودهم هي غاية في العقلانية والمنطقية". وأكد "توماس بونومو" أن تقديم الضمانات الأمنية والتشجيعات الاقتصادية سوف لن يكون مؤثرا مالم تعمد أميركا من جانب واحد إلى إلغاء كافة الضغوط الاقتصادية وإزالة خطر التلويح بالضربة العسكرية مضيفا: "إذا أحس الإيرانيون بخطر محدق فمن المحتمل جدا أن يتخذوا موقفا عدائيا، إذ من المستبعد تماما أن يخضعوا للضغوط". وأضاف كاتب المقال أن باستطاعة الساسة الأميركيين أن يتخذوا خطوات أفضل بكثير على طريق دعم الشعب الإيراني من خلال تبني اسلوب متزن لتحرير اقتصادي وسياسي لإيران ما سيكون أثره أنجع بكثير من الضغوط الخارجية. وفيما اقترح "بونومو" على أميركا وضع كافة الخيارات على الطاولة والدخول في حوار مباشر مع زعماء إيران، لاسيما قائد الثورة آية الله الخامنئي، (على حد تعبيره) أو غيره من السياسيين البارزين تابع القول: "كما أوضح المسؤولون الأمنيون الأميركان بكل وضوح بأن المواجهة العسكرية سوف لن تخيف الإيرانيين من الهجمات الجوية والبحرية الأميركية، بل لربما أعقبه رد عسكري إيراني أعنف مما سيجر إلى حرب اخرى باهضة الثمن". /2608/