شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على أنه لا ينبغي تجاهل التهديد الذي يشكّله الإرهاب والتحريض على الكراهية والتمييز والعنف. وحذر الأمين العام من المخاطر التي قد تنجم عن تولي المتشددين والفاعلين من غير الدول لهذه الأجندة، داعيًا إلى ضرورة العمل لسحب المبادرة من الشارع، وطرحها على طاولة الخطاب الجدي المتعدد الأطراف، الذي يرمي إلى تحقيق أهداف محددة. وقال الأمين العام للمنظمة، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، في كلمته التي ألقاها في افتتاح اجتماع مسار إسطنبول الذي ناقش في جنيف مسألة متابعة وتنفيذ القرار 16/18 بشأن مكافحة التحريض على العنف والتعصب على أساس الدين الصادر عن مجلس حقوق الإنسان، إن أنشطة من قبيل هذا الاجتماع تكتسب أهمية متزايدة. وأضاف الأمين العام: «إن مداولاتنا هنا ينبغي أن تسعى معالجة القضايا المترابطة معالجة حاسمة مع التركيز بصورة خاصة على مواطن اللبس. وينبغي كذلك أن نصوغ نُهجًا بإمكانها سد الفجوات الخاصة بالتفسير والتنفيذ والإعلان على أساس توافقي». واقترح الأمين العام النظر في إمكانية صياغة قانون غير ملزم يستطيع أن يعكس الفهم المشترك للمجتمع الدولي لهذه القضية الهامة، حيث يمكن أن يأخذ هذا القانون شكل مبادئ وتوجيهات أو شكل إعلان. ويعد اجتماع الخبراء الدوليين هذا الذي عقد في جنيف الثالث من نوعه في إطار مسار إسطنبول الذي أطلقه الأمين العام رفقة وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية سابقا، السيدة هيلاري كلينتون، والممثل السامي للاتحاد الأوربي لشؤون السياسة الخارجية والأمن، كاثرين آشتون، للتأسيس أكثر على التوافق الذي تحقق حول القرار 16/18 الصادر في مارس 2011. وكان الاجتماعان الأول والثاني قد عقدا في كل من واشنطن ولندن على التوالي.وركز المتحاورون في الجلسة الأولى وجهات نظرهم وآراءهم بصفتهم خبراء على الطابع الهام والعاجل الذي تكتسيه المجاهرة برفض التعصب، بما فيه الدعوة إلى الكراهية الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف. وتطرقت الجلسة الثانية للاجتماع لأهم عنصر في القرار 16/18 بالنظر لانقسام الآراء حول اعتماد تدابير لتجريم التحريض على العنف على أساس الدين والمعتقد. وينتظر أن تركز الجلسة الثالثة على ضرورة الإقرار بأن النقاش المفتوح والبناء للأفكار في احترام تام والحوار بين الأديان والثقافات على المستويات المحلية والوطنية والدولية يمكن أن يضطلع بدور إيجابي في القضاء على الكراهية الدينية والتحريض على العنف.