بقلم / عدنان الأعجم : إقرأ المزيد ل ( عدنان الأعجم ) أيام قلائل تفصلنا عن ذكرى أليمة لطالما جعلها صالح ذكرى للتذكير بالجرائم التي ارتكبت بحق الجنوب أرضا وإنسانا ، انه يوم 7/7 الذي سمي يوم (انتصار الشرعية آنذاك). بالفعل استطاع هذا اليوم هزيمة الوحدة قبل أن يدمر الجنوب ولكن ظل صالح يعتبره انتصارا للوحدة إلى يومنا هذا ولا زال صالح يحاول إخفاء الحقيقة حتى على نفسه.. ويردد الوحدة من صنعه وان خرج من الحكم سيظل يحتفظ بالوحدة مع المخفيين قسريا من 94م. واليوم وبعد مرور 19 عام على ذكرى مذبحة الوحدة ماذا بقى من الوحدة في الجنوب ، دعونا نتكلم بكل شفافية بعيدين عن المزايدات الحزبية والجهوية والجواب بكل بساطة أيها السادة لم يبق من الوحدة في الجنوب إلا علم تحرسه أطقم عسكرية ومدرعات؟ هذه حقيقة يجب الاعتراف بها وكل ما نريده من المجتمع الدولي الجلوس مع الجنوبيين والسماع منهم لا عنهم، هناك ثورة حقيقية يقودها شعب عانى أبشع صنوف القهر والإذلال في وقت تخلى عنه الجميع ، ولكنه اليوم يحرج الجميع بصموده الأسطوري ومليونياته الخالية من العنف الذي يتم الترويج له من قبل البعض . الوحدة أيها السادة غادرت الجنوب إلى جهة ليست مجهولة وبالمقابل حضرت أخلاق الجنوبيين الذين اليوم يتعايشوا مع إخوانهم أبناء المحافظات الشمالية المتواجدين في الجنوب لإدراك أبناء الجنوب أن هؤلاء ليسوا من دمروا الجنوب ، وبالتالي فشلت كل الدعايات التي حاولت إخافة إخواننا الشماليين وسقطت هذه الورقة مثل سابقاتها ..نعم نؤكد على مبدأ التعايش السلمي مع الجميع دون انتقاص والمساس بالثوابت الجنوبية ونحث إخواننا الجنوبيين على توجيه رسائل حضارية مفادها بأننا شعب يدرك ماذا يريد وما يتوجب عليه فعله . وعلينا محاربة بعض الظواهر الدخيلة على مجتمعنا إن وجدت، فالثورة تعني الترفع على الضغائن وطرد العادات السيئة وشن حرب على الانتقام. وبالفعل الجنوبيين نراهم رغم جراحاتهم يجسدون هذا المبدأ قولا وفعلا. وهذا يدل على أخلاق أبناء الجنوب الذين كبروا بكبر الوطن وينبغي على جميع الجنوبيين بكل انتماءاتهم السياسية الاتفاق والاختلاف في إطار الجنوب ، فهذه الظاهرة هي المطلوبة الآن وينبغي عدم تغييبها مرة أخرى فعندما ظل صالح لا يقبل النقد أو النصيحة تعرض لهزيمة حتى ولو لم تكن كاسحة ولكن بمفهوم السياسة تعتبر هزيمة. علينا اليوم وليس غدا كجنوبيين الانتقال من ردة الفعل إلى الفعل ولنتقبل بعضنا البعض ، الجنوب هو القاسم المشترك بين كل أبنائه. 84