انتشرت في الآونة الأخيرة بروشورات المراكز والمخيمات الصيفية للأطفال في كل مكان، رافقتها قلة الاهتمام بشريحة المعاقين بصريًا أو فاقدي البصر خلال الإجازات بوجه عام للأعوام السابقة، وانحصر اهتمام الجمعيات الخيرية بالنشاطات الداخلية التقليدية، ولكن كانت هناك بادرة مهمة قامت بها جمعية إبصار الخيرية لمكافحة العمى في تدريب الصغار من ضعاف وفاقدي البصر على محتويات المنزل، رافقه تعليمهم اتيكيت المنزل والتعريف بمحتوياته، إضافة إلى آداب التسوق أيضًا وآداب الشراء، وذلك كله قد أتى تحت مسمى «بناء الأمل»، ورفع المستوى المعلوماتي للأطفال المعاقين بصريًا وزيادة المعرفة بالتقنيات المساعدة الخاصة بهم خلال هذه الحملة، قام الأطفال بزيارة عدة أماكن معروفة في مدينة جدة بين محلات بيع الأثاث والمفروشات إلى المكتبات ومحال بيع الأجهزة الإلكترونية المعروفة، والذين أبدوا اهتمامهم الكامل بالأطفال أثناء تواجدهم، وذلك رغبة منهم في إظهار روح التعاون مع تلك الفئة، التي أصبح من الواجب معاملة المجتمع لهم كأفراد منتجين ومهمين في مجتمعنا السعودي المعاصر.. وقد رافق الأطفال مشرفات متطوعات وهن في نفس الوقت أمهات لبعضهم. وجاء برنامج «بناء الأمل» على عدة مراحل، وكانت محطتهم الأولى في إحدى أهم مناطق تسوق الأثاث المنزلي لتعليم الأطفال اتيكيت المائدة وايتيكيت استقبال الضيف وغيرها، كما أنه قد رافق الأطفال العديد أقرانهم من المبصرين، مما جعل المتعة والتسلية جزءًا من العملية التعليمية، وأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي لدى الطفل المعاق بصريًا على اعتبار أنها بداية لحياة مستقبلية وحاجة الطفل المعاق بصريًا إلى الاعتماد على النفس والاستقلال، ولإثبات قدرته على التنقل في المنزل بأمان، والحماية من أجهزة المطبخ والأجهزة الكهربائية، إضافة إلى سهولة حركته في ممرات المنزل دون عوائق والتعرف على غرف المعيشة، وكذلك إعادة ترتيب الأشياء في أماكنها. تلت تلك المرحلة مرحلة «آداب التسوق»، وذلك لتعليم المعاق بصريًا قضاء متطلباته من أماكن التسوق وآلية تعامله مع المتسوقين أو الموظفين في حدود الآداب الإسلامية حين الدخول والخروج والحديث والشراء والتفاوض والاعتذار مع التأكيد على عدم عرض المساعدة على المعاق إلا إذا طلبها سواء في أرفف التسوق أو عند الشراء أو عند الخروج من السوق. أمل عبدالعزيز الحطامي كانت إحدى الأمهات والمشرفات المتطوعات على البرنامج الصيفي، وصفت اختلافه بقولها: نستطيع جميعًا وصف الزيارات للأماكن المختلفة بالرائعة لما حملت من بسمة خاصة للأطفال وتجاوبهم مع البرنامج، أما عنا كمشرفات فأول ما لاحظناه بشكل استثنائي العامل النفسي، الذي انعكس على الأطفال، حيث كان العديد منهم يرفض التكلم ويرفض الاختلاط بغيرهم بوجه عام، وهذا ما لاحظنا اختلافه بعد البرنامج، مما أدى إلى حرص الأهالي على حضور أبنائهم. المزيد من الصور :