تزوجت منذ سنة ونصف وعانيت منذ بداية زواجي من مشكلة فرط تعودي على زوجي وتعلقي به، والمشكلة الأكبر في كونه شخصية اجتماعية على العكس مني، فأنا خجولة جدا وأكره الاجتماعات فاشعر بضيق شديد لو غاب عني زوجي، وهذا يجعلني اكره كل من يحبه ويريد لقاءه من أصحابه وأهله، فلقد أحببته بأنانية ومنعته من زملائه فأصبح لا يزورهم إلا نادرا تقديرا لحالتي، ولكن وصل بي الحال أن أمنعه من أهله وإخوانه وهذا شيء لا يرضاه أحد مما جعلني أكره أهله ودائما تحدث بيننا مشاجرات على هذا الموضوع. ولقد حاولت أن أخفف من تعلقي به كثيرا ولكني افشل في كل مرة. والذي يضايقني أكثر أن زوجي يتعامل معي بلطف ويتفهم وضعي ويعذرني على كل اخطائي.. فما الحل؟ س.م - المدينةالمنورة تجيب عن السؤال المستشارة الاجتماعية الدكتورة فاطمة الهويش فتقول: واضح من شكواك انك متعلقة بزوجك بشكل كبير، كما انك في المستقبل ستتعلقين بأطفالك بشكل اكبر، فالأفراد المقربون لك هم ملكك حسب اعتقادك، والسبب انك لا تستطيعين بناء علاقات اجتماعية مع الأفراد الغرباء. وواضح أيضا انك تعانين من الرهاب الاجتماعي وهذا احد الأعراض النفسية المرضية والذي يجعل الشخص سلبيًا ومعرضًا عن المشاركة في المواقف والمناسبات الاجتماعية ويمنعه من إقامة علاقات اجتماعية طبيعية ويؤدي به إلى مصاعب حياتية، وصراع نفسي داخلي وقد يؤدي إلى مضاعفات نفسية مثل الانطواء والاكتئاب ويمنعه من تطوير قدراته وتحسين مهاراته. ولعلاج هذه المشكلة تدرجي في مقابلة الآخرين والتحدث أمامهم بصوت مرتفع، ويمكن أن تبدئي بمجموعة صغيرة ممن تعرفينهم وتحضري كلمة قصيرة وتتدربي على إلقائها مسبقًا ثم تلقينها عليهم وتكرري ذلك، ومع كل مرة تزيدي من عد المستمعين لك حتى تزداد ثقتك بنفسك ويصبح الأمر شيئا طبيعيًا بالنسبة لك، كما يمكنك الاستفادة من البرامج النفسية والسلوكية للتغلب على الرهاب أو الخوف الاجتماعي وهي تجرى تحت إشراف مختصين في علم النفس في هذا الأمر ولها نتائج باهرة، واحذري من حرصك الزائد على زوجك لأنه قد يكون سببا في نفوره وابتعاده عنك، واستعيذي من الشيطان وابحثي عن الأسباب التي تزيد من إيمانك مثل التواصل مع أقارب زوجك والسؤال عنهم والسعي وراء الأشياء التي ترضي زوجك واستعيني بالله وحافظي على الصلاة والاستغفار والصدقة.