الجمعة 28 يونيو 2013 11:53 صباحاً الحوطة ((عدن الغد )) خاص: أهداني زميل عزيز نسخة من الديوان (الوحيد) الذي صدر مؤخراً عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر لشاعر لحج وحكيمها، صالح فقيه ( 1900 - 1978م)، رحمه الله. ورغم بعض المآخذ على عمليتي طباعة وإخراج الديوان ، فإنه يظل عملاً رائعاً يُحسب للقائمين عليه الذين، لا شك، بذلوا جهدا جباراً في البحث عن مادة هذا الديوان، بعد أن كاد اليأس أن يدب في أدباء وشعراء لحج من عمل شيء لإنقاذ ما أبدعته قريحة هذا الشاعر الفذ من الاندثار.. هذا الشاعر الذي كانت له صولات وجولات في ميادين الشعر العامي والفصيح، وقال شعراً في مختلف مناحي حياة الناس، في زمن لحج الجميل، يوم كانت لحج واحة للخير ودوحة للأدب والطرب. إن المتتبع لهذا العمل منذ بداياته الأولى والصعوبات الجمة التي واجهت عمل هذه المجموعة التي تطوعت لإنجازه، لا شك سيُثني على عملها الطيب، الذي عبر عن وفاء ومحبة وتقدير أعضائها للشاعر الذي كان حكيم لحج، صاحب الرأي السديد والنقد الشديد، حتى لأولياء نعمته من سلاطين لحج (العبادل)، الذين نشأ وترعرع في كنفهم. لقد بلغ اليأس في محبي هذا الشاعر مدىً أوصلهم حد الشك في قدرتهم على عمل شيء يحفظ أشعار هذا العلم اللحجي التي تُعد جزءً من تاريخ لحج العبدلي. إن الإطلالة التي ألقتها على الديوان وقدمته بها الدكتورة حفيظة صالح ناصر – وهي المتخصصة في النقد الأدبي - كان إسهاماً رائعاً في وضع القراء ممن لم يعاصروا، ولم يعرفوا كثيراً عن هذا الشاعر الذي شدتهم وأطربتهم قصائده المغناة، أمثال: قال بو فضل سالم، سقى الله روضة الخلان، يا زين السلوب، ألفين يا سيدي سلام، شراحي.. وغيرها من الأغاني التي تتردد على مسامعنا هذه الأيام ولا يعرف الكثير مناّ قائليها. الأبيات التالية من قصيدة سياسية قالها شاعر الديوان ليحذر سلطان العبادل وحكام إمارات الجنوب العربي من مخاطر الدخول في الاتحاد الذي شكلته بريطانيا حينها ليكون إطاراً جامعاً لإماراتهم ( الاتحاد الفيدرالي) والتي عنوانها قال بو زيد: في العبادل ويافع واهل فضل الرجا والعولقي والكثيري عادني اليوم راجي يا (الإمارات ) جُملة منعكم كلكم لا ترهبوا الموت ما واحد من الموت ناجي وهذه الأبيات من قصيدة عاطفية احتواها الديوان بعنوان (يا زين السلوب )... يا سيد الغواني يا خالي العيوب حبك دوب دوب يا زين السلوب واصلني وربك علام الغيوب تعذبني ذنوب يا زين السلوب قلبي نوع ثاني ما هو كالقلوب من لحظة يذوب يا زين السلوب ورغم تخصص الدكتورة حفيظة في النقد الأدبي إلاً أنها لم تنظر إلى هذا العمل بعين الناقد المتفحص، ولكنها في تقدمتها له قدمت لقارئ قصائد هذا الديوان رؤية بعين الزمان والمكان الذي تواجد فيه الشاعر، إلاً من إشارات لرمزية بعض تلك القصائد لفهم السبب وإبطال العجب، ليس إلاّ، وكذلك الإشارة إلى بعض الأدوات الفنية التي استخدمها الشاعر في بعض قصائده و ضروب الشعر التي طرقها. وفي كل الأحوال، لا نملك إلاّ الثناء والتقدير لكل من أسهم في إخراج هذا الديوان إلى النور، كما نجدها مناسبة أيضاً لنقول لأدباء وشعراء وكتاب لحج: لم تزل أمامكم مهمة أخرى وهي البحث عن كتاب (أو ديوان) الشاعر والأديب الأمير صالح سعد، صاحب (حوطة الفضائل)، الذي مثل سلطنة لحج عند مبايعة أمير الشعراء أحمد شوقي على إمارة الشعر العربي، وإننا لعلى ثقة من أنكم أهلاً لها. *من حسن يافعي الحوطة – م/لحج