أكد أسامة صالح وزير الاستثمار، أن مصر تضع التعاون فى إطار تجمع "الكوميسا"، ومساعى تحقيق التكامل الاقتصادى وتعزيز التبادل التجارى بين الدول الأعضاء فيه، على قمة أولويات سياستها الخارجية، خاصةً وأن هذا التجمع الناجح يسهم ليس فقط فى دعم وزيادة معدلات التبادل التجارى وإنما كذلك فى ترسيخ روابط التلاحم والتجانس بين الدول الأعضاء بشكل كبير. وقال صالح خلال الكلمة التى ألقاها اليوم الجمعة نيابةً عن رئيس الجمهورية، خلال قمة "الكوميسا" بأوغندا، إن تجمع دول الكوميسا قد أسهم فى زيادة الاستثمارات المتبادلة بين الدول الأعضاء وتعدد الزيارات على مستوى رجال الأعمال، وما صاحب ذلك من تلاحم شعبى وتعزيز للتعاون المشترك فى مختلف المجالات، ذلك فى الوقت الذى بلغ فيه حجم التبادل التجارى بين مصر ودول "الكوميسا" فى عام 2011 نحو 2.5 مليار دولار، ليشهد بعد ذلك طفرة واضحة خلال العام الجارى 2012، حيث وصل إلى 1.6 مليار دولار خلال الشهور الثلاثة الأولى فقط من العام. وأضاف أن موضوع هذه القمة للدول الأعضاء بالكوميسا وهو "تعزيز التجارة البينية وتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر"، لم يكن ليأت فى توقيت أكثر ملائمة من الآن، حيث إنه يتزامن مع توفر البيئة المناسبة لدى العديد من دول التجمع لتعزيز التجارة البينية ودعم التكامل الاقتصادى، فى ظل مناخ الاستقرار السياسى والأمنى، ومع وجود مئات الآلاف من صغار التجار وأصحاب المشروعات الصغيرة فى منطقة "الكوميسا"، والذين يمثلون العمود الفقرى لاقتصادياتنا، ويمكن لهم – فى حال تم دعمهم وتقديم الخبرة الفنية والمشورة لهم – لعب دور كبير وبنَّاء فى دعم مسار التكامل الاقتصادى بين الدول الأعضاء بالكوميسا. كما أشار إلى أن شعار القمتين الأفريقيتين للعام الجارى 2012 وهو "تعزيز التجارة البينية فى أفريقيا" يتطابق مع الشعار الذى ترفعه هذه القمة لتجمع الكوميسا، وهو ما يؤكد على أن هذه الغاية باتت تمثل ركيزة أساسية وحجر زاوية فى تحقيق التكامل الاقتصادى الإقليمى فى أفريقيا، كما أن السعى لتحقيق حلم منطقة التجارة الحرة القارية فى أفريقيا لم يعد رفاهية، بل أصبح ضرورة يحتمها تنامى التحديات التى تواجه القارة الأفريقية فى منظومة الاقتصاد العالمى.