بقلم / محمد الجنيدي : محمد الجنيدي صحيح إن شعب الجنوب هو جزء من شعوب الأمة العربية تجمعه مع باقي الشعوب العديد من الروابط المشتركة فلغتنا واحدة وديننا الإسلامي واحد ونبينا خاتم الرسل واحد , كنا في حقبة من الزمان تحت ظل وطن واحد يمتد من الصحراء الغربية غربا وحتى بلاد الرافدين شرقا قبل إن يتبدل الحال فينا , فالواقع اليوم معاير ومخالف وبعيد عن ذاك الزمان فلا احد يستطيع اليوم إن يخفي أو ينكر إن هذه الأمة تقسمت وتجزأت وتحولت إلى دويلات صغيرة في الإطار الجغرافي للوطن العربي بعد فشل مشروع الوحدة العربية الشاملة بسبب الصراعات الداخلية المستمرة وبعد أن أعمى الجشع والطمع عيون الأنظمة المتغطرسة والمستبدة فصار كلا له موطنه ودولته المستقلة يسود فيها على نفسه . إننا اليوم في الجنوب نعيش وضع احتلال واعتداء من الدولة الجارة لنا بعد اجتياحها بالآلة العسكرية وعبر فرض السيادة بالقوة بعد تحالف قوى العسكر وقوى القبيلة وقوى الدين في حلف شيطاني مكنها من السطو واجتياح الجنوب ونهب كل مقدراته وثرواته منذ العام 94م . وها هو التاريخ اليوم وبعد عقدين من الزمان يعيد نفسه من جديد ولكن هذه المرة على شاكلة جديدة ومشروع جديد وها هي نفس الوجوه ونفس الصور ونفس القوى التي تشاركت في عزوها على الجنوب تحضر وتعد لتحالف جديد فيما بينها يستهدف شعب الجنوب وأرضه وهويته ليمكنها من الحفاظ على ما نهبته وسلبته من ثروات ومقدرات طيلة تلك المدة على الرغم من حدة الخلافات والنزاعات والصراعات التي وصلت حد الاقتتال والاحتراب فيما بينها رغم ذلك يظلوا على استعداد في أي وقت للتحالف ضد الجنوب ويتجلى هذا بوضوح في مساعيها الرامية إلى تمرير المآمرة اليمنية عبر المبادرة الخليجية ومن خلال ما سميت بلجنة التوفيق المشكلة حديثا من عشرين عضوا نصفهم من الشمال والنصف الأخر من الجنوب ثلاثة أعضاء فقد تستطيع أن تحسبهم على الحراك في أحسن تقدير على حد وصف الكاتب احمد عمر بن فريد ومهمة اللجنة الحصول على توافق 15 عضوا وما نسبته 75% لتمرير أي صيغة يخرجوا بها لحل القضية الجنوبية ليصادق عليها المجتمع الدولي والإقليمي وتصبح في حكم الملزمة لنا في الجنوب . إن المغزى مما ذكر هو لفت انتباه عبر التأمل والإمعان في النظر لكيفية إن القوى الشمالية وان كانت متصارعة فيما بينها إلا إنها تظل قادرة على لم شتاتها وتجنيب صراعاتها ونزاعاتها لتدخل في تحالفات تضمن لها مصالحها والاستمرار في شفط ونهب ثروات الجنوب الهائلة وعلى قاعدة أنا وابن عمي على الغريب . وهنا السوال مطروح على كافة القوى الجنوبية إن كانت القوى الشمالية قادرة على الدخول في شراكة فيما بينها وبناء تحالفات من شانها الحفاظ على مصالحها الذاتية أفلا نستطيع نحن الدخول في شراكة وبناء تحالفات فيما بيننا ونحن نحمل مصلحة وطن ؟ إن الحراك الجنوبي قد صنع ربيعه وفجر الثورة ضد الطغاة والمستبدين فكان الملهم لشعوب الأمة العربية ولربيعها فان كنا صناع هذا الربيع ونبتغى من خلاله التحرر والانعتاق من براثين هذا الاحتلال المتخلف فاستحالة علينا ذلك وفينا من ينظرون إلى تحت أقدامهم ولازالت عقولهم متيمة بأمجاد الماضي فتحاول استحضاره من جديد وهي لم تعي بعد إنها في زمن غير ذاك الزمان . 80