أعلن المسؤول الثاني في القوة الدولية لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) أمس أن الغرب كان عليه أن يتفاوض مع طالبان قبل عشرة أعوام، وذلك بعد فشل الجهود الأخيرة لإطلاق محادثات سلام. وجاء ذلك متزامنًا مع وصول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إلى أفغانستان في زيارة غير معلنة، وتفقد جنود بلاده المنتشرين في ولاية هلمند (جنوب). وأكدت السفارة البريطانية في كابول زيارة كاميرون إلى معسكر «كامب باستيون» في الوقت الذي تحتفل به بريطانيا باليوم الوطني للقوات المسلحة. وتنشر بريطانيا قرابة 7900 جندي في أفغانستان. وقال الجنرال البريطاني نيك كارتر لصحيفة «ذي غارديان» البريطانية إنه تم تفويت فرصة إحلال السلام في أفغانستان عندما كانت حركة طالبان في موقع دفاعي في 2002 بعد الإطاحة بها من الحكم إثر اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001. وأضاف كارتر إن «مقاتلي طالبان كانوا فارين وفي تلك المرحلة لو كان لدينا بعد نظر أكبر لكنا لاحظنا أن حلاً سياسيًّا نهائيًّا (كان ممكنًا) من خلال جمع كل الأطراف الأفغان على طاولة الحوار ليتباحثوا في مستقبلهم معًا». وأقر كارتر أنه «مع مرور الوقت، بات من السهل التصرّف بحكمة أكبر»، معتبرًَا أن مشكلات أفغانستان هي مسائل سياسية «لا يمكن حلها سوى عبر الحوار». وبات التوصل إلى تسوية سلام مع طالبان أولوية بالنسبة الى الحكومة الأفغانية والأسرة الدولية، في الوقت الذي تشهد فيه أنحاء عدة من البلاد أعمال عنف انفصالية وتستعد فيه القوات الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة لمغادرة أفغانستان العام المقبل. وأثار فتح مكتب لحركة طالبان في الدوحة في 18 حزيران/ يونيو من أجل التشجيع على بدء المحادثات، أزمة دبلوماسية عندما رفع عليه شعار «إمارة أفغانستان الإسلامية» وهي التسمية التي كانت تعتمدها حركة طالبان لحكومتها بين 1996 و2001. وقام الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بقطع المحادثات مع الولاياتالمتحدة وهدد بمقاطعة عملية السلام، وذلك احتجاجًا على الطريقة التي تم بها افتتاح المكتب وكأنه سفارة لحكومة في المنفى.