مازلت أبحث عن وطني بين أكوام تلك الاختلافات التي تكدست بثقل على أنفاسه ولم تستطع رياح الثورة أن تبعثر مخططاتها بل زادت من ثباتها ومازلت أفتش عن مواطنة متساوية وقانون يسود على أسياد الفساد الذي تعالى جبروته ولم تصل إليه أيادي الثوار لتكنس قذارة سياستهم ومازلت أتخبط بظلام المدنية عن ثقافة نور تضيء عقولهم المظلمة لتشرق على أوجاعنا شمس أحلامنا التي غفت أرواح شباب على فراش التضحية لكي نلتمس شعاعاً يحتضن رعشة معاناتنا لنشعر بدفء الوطن، تتداخل كلماتي فيما بينها لتكون عبارات تشبه أفكاري اليائسة من واقع لن يتغير بتلك الشخصيات التي لم نر في ملامحهم سوى تقاسيم المصلحة حيث لا يستطيعون إخفاء تجاعيد قُبحها خلف أقنعتهم يدمرون كل ما هو جميل في وطن أصبح يفتقر كثيراً للجمال لنعيش في واقع مشوه المقصود منه أن نعيش خارج حدود أحلامنا حتى يرتضي بنا واقع كهذا، صرخنا نريد الحياة فردد صداه أصوات أخرى مزيفة انتحلت صوتنا لتكون بذلك أصوات نشاز غير محددة الاتجاه لنجد أنفسنا فجأة متنازلين عن كل شيء وقابلين بأنصاف حلول وهذه الأنصاف مرفوضة عدلاً ومقبولة غصباً تحت مبرر التنازل لأجل وطن لا يتسع سوى لهم أنا لا أعتب على ما وصلنا إليه لأني مازلت أجد ثقافة التمجيد والتقديس تُحاصر عقول الكثير في زاوية تكاد لا تستوعب بضيقها غير التخلف.. أعتقد بأننا بحاجة لتغيير فكر قبل أن نغير وجوهاً اعتدنا كذبها ومجدنا زيف وعودها رغم إيماننا بأننا لسنا أكثر من خدم لمصالحهم التي لا تعرف حدوداً ولا تتوقف عند تشبع. بقايا حبر: ماذنب تلك الظلال تلاحقون ليلها كل ظلام بخطوات الندم ماذنب تلك الأوهام تستبيحون سرابها كل عواء بفقدان العدم أيها الكائنات العابره أكتاف الزمن حرروا ضمائركم انقذوا إنسيانيتكم ليُشرق هذا الوطن