ميتةُ حمامة* في إحدى الليالي الحالكة أقبل سرب حمام شديد البياض، ممشوق القوام ولست أدري أستفيق أو أواصل المنام رد لي سيلا من الأماني فتح لي نافذة العشق عبرها القمر تدفق ونور الشمس أشرق وأنا ريم في مستنقع الشوق يغرق برقة أنامل رسام ونبض قلب شاعر عاشق كل صباح أُسرج حصاني لأشجع الفرسان أُحْضِر له قهوته مُرفقة بباقة من شقائق النعمان رغوتها الساخنة تلهب الشفتين... أقرأ له الكتب العتيقة ، كانت مركونة فوق رفوف باردة أصبحت تفيض دفئا و سعادة كنت أحترق لأجله... أذوب وحاضرة إذا ما احتاجني... جل حديثي مع الرفاق كان عنه عن رجولته، أناقته، وذكائه... تناسيت خيانته... نسيت اهتمامه بقيثارته وسيجارته أكثر مني يبعدني عنه و يتركها لصيقة به يحضنها.. يقبل جبينها وكأنها وحدها تحترق لأجله وبنشوة يدوسني، وأنا خاضعة تحت القوائم يذبحني، ولا أتوب عن موتي تحت الركام استطبت طعم فردوسه الوهمي، و مع توالي الأيام أوقف الدهر ساعاته. وحين مددت يدي لجسّ نبض قلبه وضع المكان والزمان بيننا يقول "امرأة باردة، قاسية". يعود إلى هواياته الرجولية إلى الخداع و الخيانة خائنٌ من الألف إلى الياء. ولم أبُحْ بهذا... ظهرت له آثار غيرتي حياءً تمرّغ في الرمل كفرس فائز في سباق. و لأني امرأة تحترم ذاتها، سأعود إلى وحدتي، إلى ورقتي التي دونت عليها هٰذه القصيدة لتكون أوّل وآخر جرح دس في كبدي لكن بعد أن خاب الظنّ والرجاء في أن تتعلم حب الهجاء لن أكون زاهدة في حبك فالزهد في الحب رياء و ساهدأ، فكلّ شئ آخذ في الانتهاء تلك قصتي... قصة حمامةٍ ماتت ميتة الأمراء...