حجبت شركة يوتل سات الفرنسية باقة القنوات الإيرانية عن قمرها ومنها قناة العالم الإخبارية ابتداءاً من اليوم الأول من شهر يوليو/تموز 2013. وقررت شركة يوتل سات المشغلة للأقمار الصناعية حجب ترددات باقة القنوات الإيرانية مبررة ذلك بأنها خطوة تأتي في إطار تطبيق الحظر الأوروبي ضد عزت الله ضرغامي رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الخاضعة لاشراف المرشد الإيراني علي خامنئي. وفضلا عن قناة "العالم" الناطقة بالعربية، فقد تم حجب قناة "برس تي في" الناطقة بالإنكليزية، وقناة "هيسبان تي في" الناطقة باللغة الاسبانية، وقناة "آي فيلم" للدراما الإيرانية الناطقة بالعربية، إضافة إلى عدد من القنوات الدينية مثل "الكوثر" و"سحر". وتعتبر شركة يوتل سات الفرنسية إحدى ثلاث شركات عملاقة مهيمنة على مجال تشغيل الأقمار الصناعية في العالم، وتغطي خدماتها كافة أنحاء القارة الأوروبية وافريقيا والشرق الأوسط والهند، إضافة إلى أجزاء كبيرة من آسيا والأميركتين. بالإضافة الى ذلك، أوقف كل من قمر إنتل سات وقمر غالاكسي الصناعيان ابتداءً من اليوم الأول من يوليو/تموز بث القنوات الإيرانية، ومنها قناة العالم الإخبارية. وكان مسؤولون في الشركة المكلفة بعرض الخدمات لقمر إنتل سات الصناعي التي تتخذ من لوكسمبورغ مقراً لها، قد بعثوا بخطاب لمكتب وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون للجمهورية الإسلامية في إيران، أوضحوا فيه أن الحظر الأميركي غير القانوني ضد إيران هو السبب الرئيس وراء إيقاف بث القنوات الإيرانية على هذا القمر. واكد المسؤولون في هذه الشركة أنه يجب عليهم "تنفيذ" الحظر الأميركي المفروض ضد جمهورية إيران الإسلامية، إلا أن مايكل مان المتحدث باسم منسقة السياسة الخارجية الأوروبية كاترين أشتون قال في هذا الصدد خلال مقابلة أجرتها معه قناة "برس تي في" الفضائية الإيرانية، إن الحظر الذي تم فرضه ضد الجمهورية الإسلامية في إيران لا يشمل القطاع الإعلامي. وقالت شركة إنتل ست إنها ستمتنع، بضغط من الحكومة الأميركية، عن تمديد رخصة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وستقوم بوقف بث القنوات الإيرانية إبتداءً من 1 يوليو. هذا وتتعرض القنوات الإيرانية منذ بداية عام 2012 إلى هجمة من قبل الحكومات والشركات الأوروبية المشغلة للأقمار الاصطناعية حيث تم منع بثها في العديد من الدول الغربية ومنها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا. وفيما تبرر الشركات الأوروبية خطوتها بأنها تأتي في إطار تطبيق الحظر المفروض على إيران، قال المتحدث باسم رئيسة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي ان "هذا الحظر لا يشمل الاتحادات الإعلامية الإيرانية". ونقلت قناة العالم عن الباحث السياسي البريطاني كريستوفر ولكر اتهامه للسلطات الاميركية والإسرائيلية بأنها تقف وراء حجب باقة القنوات الايرانية ومن بينها قناة العالم على الاقمار الاوروبية والاميركية. وما زال بث "قناة العالم" الإخبارية متواصلاً على قمر "هوتبيرد" وكذلك عبر البث الحي على الإنترنت. وتجري طهران اتصالات مع الجهات المعنية وقالت إنها ستلجأ الى التحكيم الدولي إذا فشلت مساعيها لإعادة بث قنواتها. واكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس عراقجي ان حجب قناة العالم وباقي القنوات الايرانية من البث على الاقمار الاوروبية يتناقض مع المقررات والقوانين الدولية، موضحا ان الجانب الايراني سيعقد اجتماعا مع الاطراف المعنية بالقرار لحل هذه المسألة واذا لم يتم التوصل الى نتيجة فربما تلجأ ايران الى التحكيم الدولي. واضاف عراقجي في حديث خاص مع قناة العالم مساء الاثنين ان "التناقض بين مزاعم الغربيين وسلوكهم الفعلي يبعث على السخرية والدهشة"، مؤكدا ان وزارة الخارجية الايرانية تدين بشدة الاجراء الغربي "غير القانوني" . واشار عراقجي الى ان شركة انتل سات عضو في منظمة الاتصالات الفضائية العالمية ومن واجباتها الاساسية تأمين الخدمات الفضائية لجميع الدول الاعضاء دون أي تمييز، وهذا هو الاسلوب المتعارف في هذه المنظمة . وتابع قائلا "ان الدول الاعضاء ومن بينها ايران انضمت الى هذه المنظمة انطلاقا من التزامها بهذه الاهداف وهي تقديم الخدمات لجميع الاعضاء بالتساوي، وبما ان انتل سات احد اعضاء منظمة الخدمات الفضائية (ايتسو) فان من واجبها الالتزام بهذا المبدأ وتقديم الخدمات للدول الاعضاء دون تمييز". وذكر المتحدث باسم الخارجية أن ايران انضمت الى المنظمة العالمية لخدمات الاتصال عبر الاقمار الصناعية منذ عام 1972، وهي منذ ذلك الوقت عضو فاعل وملتزم في هذه المنظمة وبالتالي فهي تنتظر منها تقديم الخدمات الى ايران كما تفعل مع الدول الاخرى. واكد عراقجي ان السلطات الايرانية المختصة على اتصال بهذه المنظمة وان الحوار والتشاور جار بين الجانبين. ومن المقرر ان يعقد الجانب الايراني اجتماعا مع المنظمة واطراف اخرى لحل مسألة حجب القنوات الايرانية، واذا لم يتم التوصل الى نتيجة فربما تلجأ ايران الى التحكيم الدولي. واعتبر ان ضغوط الولاياتالمتحدة على منظمة دولية لاجبارها على قطع البث التلفزيوني الفضائي لأحدى الدول الاعضاء "تتناقض بشكل صارخ مع المبادئ التي تدعيها واشنطن، كما تتناقض مع اهم مبدأ من مبادئ حقوق الانسان الذي يزعم الغرب الدفاع عنه وهو حرية التعبير وحق الاطلاع" . واعتبر ان هدف القرار الغربي هو حرمان الرأي العام العالمي من الاطلاع على اراء وافكار ومواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية.