بعد أن كشفت حركة تمرد التونسية عن بدء نشاطها وتحركاتها مباشرة إبّان التطورات التي عرفتها الساحة السّياسية المصرية بعد عزل حكم الاخوان المسلمين، وذلك من أجل الاطاحة بالمجلس الوطني التّاسيسي. تونس (فارس) وسحب الثقة من كل المؤسسات المنبثقة عليها، كثر الحديث في هذه الأثناء عن هذا الحراك الذي تبنته مجموعة من الشّباب والتي قال ملاحظون إنهم منتمون لأحزاب معارضة. وقد نجحت هذه الحركة في حشد اكثر من 175 الف توقيع إلى حد الان، تمهيدا لاحتجاجات تعد لها مسبقا في اطار حملتها لإسقاط المجلس التّاسيسي. وفي تصريح خاص بوكالة أنباء فارس تحدث محمد بنور الناطق الرّسمي باسم حركة تمرد عن هذه الحركة واصفاً إيّاها بالعفوية وذات البعد المدني الشعْبي غير مفندا انتماءها الى اي حزب سياسي، تهدف في الوقت الحالي الى حشد اكبر عدد ممكن من التواقيع دون البدء باي نشاط شعبي في ميادين الاحتجاج، بل ستقوم بنشاطاتها مرحلة بمرحلة. وعن أهدافها قال بنور إنّ أوّل هدفِ لهذه الحركة يتمثّل في سحب الثقة من المجلس الوطني التّأسيسي والدستور الذي سينبثق عنه باعتباره يؤسس لدولة دكتاتورية وتيوقراطية تحكمه مصلحة الأقليّة لا الاغلبيّة، مقابل ذلك هي تسعى إلى تكوين لجنة خبراء يصوغون دستورا لكل التونسيين فضلا عن ايجاد حلول اقتصادية واجتماعيّة واقتصاديّة، وفي اجابته عن الاتهامات التي توجه الى حركة تمرّد على انها حركة سياسية بالاساس لا تنحاز الى الشعب بقدر ما تسعى الى تحقيق اهداف سياسيّة، قال محمد بنور ان تنظيمهم يرفض التحزب تماما لكنه في المقابل يقبل دخول الاحزاب السّياسية مهما كان توجهها دون ان تفرض سياستها او اجندتها على هذا الحراك، بل يجب ان ينضوي الجميع تحت راية الوطن. أمّا عن إمكانية استنساخ التجربة المصريّة فقد اكد الناطق الرّسمي باسم حركة تمرد أنّ هناك فرقا بين التجربة التونسيّة والمصرية وان مصر تضم حركات اكثر تطرفا من مثيلاتها في تونس. ولم تكن حركة تمرد الوحيدة التي دعت الى عزل المجلس الوطني التاسيسي ورفض تمرير المشروع الدّستور الجديد وانما تبنت تنظيمات اخرى المشروع نفسه ولكن برؤى اخرى، ومن بينها حركة جيل جديد التي بدأت لنشاط منذ سنة 2009 بشكل سرّي، والتي قالت المسؤولة عنها هيفاء منصور لوكالة أنباء فارس عن الفرق بين تنظيمهم وحركة تمرد : "لاحظنا انه بعد ما وصلت اليه الاحداث في مصر وبعد ما عرفه المشهد السّياسي من تطور سرِيع، وجود تململ في المواقف التّونسية التي عقبت تلك الوقائع، فهناك من ساندها وهناك من لم يتفق مع تدخل العسكر ... اما بخصوص حركة تمرد التي برزت في تونس فنحن راينا انها بدات تنشط على السّاحة بخلفيات سياسيّة ولا نتصور ان هذه الحركة قادرة على فعل شيء أوعلى بلوغ الهدف الذي رسمته لنفسها والسبب انها لم تدخل الى احزمة الغبار ومدن السباسب حيث الفقر والتهميش الشبابي بل اكتفت ببعض الملتقيات الصحفية داخل بعض النزل واهدافها سياسية." وأضاَفت أن تنظيم جيل جديد هدفه تجاوز لمفهوم النخبة ومحاولة كسره، والخروج باتجاه الحراك الشعبي والجماهيري واكتساح الاماكن العموميّة، وترجمة الشعارات الاجتماعية والاقتصاديّة والسّياسيّة على ارض الواقع. وفي هذا الخصوص قال الناشط السّياسي عطية الرحموني ان التونسيين ليسوا متأثرين بحركة تمرد مصر بل هم من اثروا في المصريين مستحضرا احداثاَ وقعت في عدد من المحافظات خلال عامين من عمر الثورة على غرار احداث الرش بسليانة وقفصة والكاف وقابس وسيدي بوزيد عندما تم رمي الرئيس المنصف المرزوقي ومرافقيه بالحجارة تعبيرا عن رفضهم للترويكا الحاكمة، وعن ما عبّر عنه بتشكيل نظام سياسي جديد لم يقطع مع النظام لسّابق، وبالتالي استمر الزخم الثوري ولم يخل التونسييون من هذه الروح الثورية التي بقيت راسخة لديهم . واضاف ايضا ان الثورة لم تنته وهي حراك سيتواصل في تونس حتى ولو تشكلت حكومات جديدة، فاذا لم تستجب الى مطالب الشعب فستخرج الجماهير الى الساحات والميادين، وبغض النظر عن لفظة تمرد وعن ما توحي به من مفاهيم ثوريّة فهي ليست مجرد شعار اوعنوان إنما هي مبثوثة في كل مكان في اذهان الشباب وفي تطلعات الشعب. / 2811/