أشار المهندس علي عبد اللطيف المسند رئيس مجلس إدارة مجموعة البيداء، إلى أن دولة قطر التي خصصت 150 مليار دولار للسنوات القادمة لمشاريع البنية التحتية تعي جيداً ضرورة إرساء منظومة متكاملة من الخدمات اللوجستية التي تساعد على الوصول إلى الأهداف المرجوة من اطلاق مشاريع بمثل هذا الحجم تتصدرها المراهنة على النجاح في تنظيم فعاليات كأس العالم للعام 2022، وذلك دون إغفال متطلبات الاستراتيجيات الوطنية المؤدية لرؤية قطر 2030. جاءت هذه التصريحات بمناسبة تنظيم مجموعة البيداء ندوة حول "الدعم اللوجستي المحلي لمشاريع البنية التحتية"، بفندق روتانا الدوحة، والتي حضرها ممثلو الجهات الرسمية الحكومية (قطر ريل، أشغال، المرور، المناطق الاقتصادية، وزارة الاقتصاد والتجارة..). وكذلك ممثلون عن الشركات المحلية والعالمية العاملة بدولة قطر. وتناول المشاركون في هذه الندوة قضايا تتعلق بالترابط الوثيق بين منظومتي النقل واللوجستيك وقطاع البنية التحتية، بالإضافة إلى تقديم الاقتراحات والحلول التي تضمن حسن سير تنفيذ هذه المشاريع داخل الدولة. وأكد رئيس مجلس ادارة مجموعة البيداء أن التجربة التي مر بها الاقتصاد القطري خلال تنفيذه للمشاريع التي تعلقت بتنظيم فعاليات الألعاب الآسيوية للعام 2006 والتي تزامنت مع الطفرة الاقتصادية في مختلف المجالات، برزت الحاجة إلى وجود منظومة متكاملة وذات مواصفات عالمية للخدمات اللوجستية لتجنب الضغط الكبير على هذه الخدمات و الذي أدى في عديد من الأحيان إلى التعطل في انجاز تلك المشاريع. ولفت المهندس علي عبد اللطيف المسند إلى اطلاق قطر جملة من المشاريع تهم البنية التحتية ذات العلاقة بنوعية الخدمات اللوجستية على غرار الميناء الجديد الذي يعد أحد أكبر الموانئ البحرية في المنطقة. كما تعمل الدولة على تطوير المرافق الحيوية، مثل مطار حمد الدولي الجديد كصرح حضاري مستدام في حجمه وتنوع خدماته واستقطابه لأحدث تقنيات العصر، حيث تستعد لاستقبال حركة طيران نشطة ومتزايدة من وإلى الدوحة. وتتوقع التقارير أن يؤدي النمو المستمر لصناعة اللوجستيات في قطر إلى ارتفاع الطلب على حلول وتقنيات مناولة المواد التي يمكن أن تعزز بكفاءة أكثر من عملية تحميل وتخزين السلع، يأتي ذلك في ظل التطور المستمر لاقتصاد الدولة، حيث من المنتظر أن تشهد السنوات الخمس القادمة معدل نمو ب5% وفق تقارير صندوق النقد الدولي. وأكد المسند على ضرورة الاستعداد للفترة القادمة جيّداً، حيث تم اطلاق نحو 32 مشروعاً يمكن اعتبارها من المشاريع الرئيسية الكبرى مثل مئات الكيلومترات من الطرق التي سيتم توسيعها لتشمل خمسة مسارب تمثل ما قيمته 4.4 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الحالية، علماً بأنه قد تم منح 4.2 مليار دولار من العقود في عام 2012 وحده، إضافة إلى 11 مليار دولار أمريكي ما زالت مطروحة للمناقصات. كما انطلقت الخطوات التنفيذية لمشروع السكك الحديدية والتي تبلغ جملة تكاليفه نحو 35 مليار دولار أمريكي. كما يغطي مشروع الصرف الصحي أكثر من 30 كيلومترا من أنابيب الصرف الصحي الرئيسية وأكثر من 70 كيلومترا من الأنفاق المعترضة، وتتجاوز مناقصات المشروع قيمة 75 مليار دولار على امتداد 8 سنوات. وتشير التوقعات إلى أن قطاع الخدمات اللوجستية سيشهد نمواً قوياً بفضل موقع الدولة الاستراتيجي والبنية التحتية التي يتم إرساؤها والقطاع الصناعي المتنامي وكفاءة المطارات والموانئ البحرية ومحطات مواد المناولة والشحن التي شهدت إعادة هيكلة في الفترة القليلة الماضية، إلى جانب شبكات دعم النقل البري ذات الجودة العالية. وأضاف المسند قائلا :" تستعد اليوم قطر للتحول إلى مركز تجاري ولوجستي ذا اشعاع اقليمي وعالمي".