أكد السفير الأميركي السابق لدى سوريا والكيان الاسرائيلي، "إدوارد جرجيان"، ضرورة كسب ود الإيرانيين والجلوس معهم على طاولة المفاوضات على أن يتم ذلك باحتياط تام وبعين مفتوحة ووفق رؤية واقعية تماماً. واشنطن (فارس) وفي لقاء أجراه "مجلس العلاقات الخارجية" مع "إدوارد جرجيان" الذي يدير حاليا معهد "جيمز بيكر الثالث" وردا على سؤال حول مدى ضرورة كسب ود إيران لدورها البارز في دعم النظام السوري قال جرجيان: "نحن لا نتصالح مع أصدقائنا بل نتصالح مع أعدائنا! ذلك أن كسب ود العدو يعدّ استراتيجيا من مبادئ الدبلوماسية الأساسية". ولفت السفير السابق إلى أنه "مضافا إلى القضية السورية فهناك قضايا جمة ينبغي التفاوض في شأنها مع إيران منها البرنامج النووي وقضية العراق وأفغانستان وعلاقاتنا مع حلفائنا في الخليج الفارسي ومخاوفهم من الهيمنة الإيرانية [!]" (على حد قوله). وحول أحداث مصر وسورية وانتخاب "حسن روحاني" رئيسا للجمهورية الإسلامية قال جرجيان: "أول ما ينبغي لأميركا فعله هو الرجوع خطوة إلى الوراء ورسم سياسة استراتيجية منسجمة وشاملة للمنطقة لأن جميع هذه القضايا مرتبطة فيما بينها". وأضاف: "جُلّ ما فعلته أميركا لحد الآن هو اتخاذ سياسة انفعالية للإفادة القصوى من الظروف الحاصلة التي منها ظاهرة "الصحوة العربية" عام 2011 وأنا أدرك قبل أي أحد أن هذه القضايا معقدة للغاية ولا تخضع لقاعدة بسيطة". وفيما يتعلق بتأجيل مؤتمر جنيف2 وفيما إذا كان ثمة سبيل لحل سلمي للأزمة السورية، أشار جرجيان إلى أن "الخطأ الفادح الذي ارتكبناه في سوريا هو أننا أعلنا منذ البداية أن على بشار الأسد أن يرحل، لكننا بذلك بدّدنا فرصة الضغط على النظام للجلوس على طاولة الحوار مع المعارضة". وتابع قائلا: "من إشكالات سياستنا هو أننا قطعنا الاتصال مع ممثلي النظام السوري، بينما سعى الروس إلى الاعتراف ببشار الأسد رئيسا لسوريا وعارضوا أي شرط مسبق لتنحّيه. لذا فنحن (الأميركان) قد خربنا أنفسنا دبلوماسيا بأيدينا". وشدد السفير على أن أي حل للأزمة السورية يستلزم الحوار بين عناصر النظام والمعارضة اللهم إلا إذا وقع أمر قلب موازين المعادلة رأسا على عقب وهو ما لا يمكن التنبؤ به. وفي معرض إشارته إلى تفشي التطرف والطائفية في سوريا ذكر جرجيان (من دون الإشارة إلى المسبّب والفاعل): "لقد قُتل نحو مائة ألف من الشعب السوري وشرد الملايين، إنها فاجعة إنسانية حقيقية"! وأوضح إدوارد جرجيان أن على أميركا أن تعمل جادة في كسب ود شركائها الاوربيين والعرب والمجتمع الدولي وكذا الروس وأنها ستفشل إذا أخفقت في ذلك مضيفا: "على أميركا أن تبذل ما بوسعها لدعم انتقال سياسي للسلطة إلى حكومة ما بعد الأسد؛ ذلك أنه إذا جرت في سوريا انتخابات حرة سنة 2014 فسيواجه الجميع مخاطرة إسمها إعادة انتخاب الأسد"! وختم جرجيان بالقول: "على الرغم من انفصال هذه القضايا في الظاهر فهي مرتبطة مع بعضها، لكنني لا أرى رؤية استراتيجية منسجمة ومفهومية للتعاطي مع الأحداث".