قام معهد اميركي للدراسات، بدراسة العدوان الاميركي المحتمل على سوريا، واصفا هذا الاجراء بأنه افضل السبل لإضعاف ايران والحيلولة دون تحولها الى دولة نووية. طهران (فارس) وكتب "اندرو تابلر" الباحث في معهد واشنطن للدراسات السياسية في مقاله له، ان تحقيق اميركا لأهدافها في سوريا من شأنه ان يضغط على طهران لاتخاذ قرارات صعبة بشأن نظام الاسد وكذلك برنامجها النووي. وفي حين تواصل واشطن المفاوضات لكي يتم تحديد نوعية رد الفعل الذي يجب ان تبديه اميركا إزاء التقارير الاستخباراتية التي تتحدث عن استخدام الرئيس السوري، بشار الاسد، للسلاح الكيمياوي ضد المواطنين، فإن الحرب في سوريا ستطول نوعا ما لسنوات. ويدعي كاتب المقال، ان تقسيم سوريا الى 3 مناطق رئيسية، ليس فقط يهدد التقسيمات التي برزت بعد الحرب العالمية الاولى في الشرق لاوسط، وانما تتنتشر حاليا المنظمات التي تعتبرها اميركا ارهابية، في كل من هذه المناطق، كما ان المنظمات المرتبطة بالقاعدة تنشط بين المعارضة السنية، فيما يؤدي حزب الله (والى جانبه سائر المقاتلين الشيعة من مختلف انحاء المنطقة) دورا متزايدا في مساعي نظام الاسد لتعزيز خطوط السيطرة. وتتولى الجمهورية الاسلامية الايرانية توجيه هذه المساعي الشيعية العامة ونفقاتها، باعتبارها الحليف الوحيد لسوريا في المنطقة. ان تفاقم الازمة السورية يبدو للوهلة الاولى خبرا سيئا للمساعي الدبلوماسية التي بذلت من اجل الحيلولة دون تنامي القدرات النووية لدى ايران. وعلى اي حال، في الحقيقة فإن تحقيق أميركا لأهدافها في الازمة السورية فرصة لممارسة الضغوط على ايران، لكي تتخذ قرارات صعبة ليس في الشأن السوري فحسب، بل فيما يرتبط ايضا ببرنامجها النووي. وبالتأكيد سيكون المزيد من تدخل اميركا لتحقيق اهدافها في سوريا مخالفا لمصالح طهران، وسيؤدي الى معاقبة نظام الاسد لاستخدامه السلاح الكيمياوي او لإبداء الدعم للمعارضة السورية في مساعيها لتغيير معادلات الاسد ودفعه على التنحي عن السلطة على طاولة المفاوضات او في ميدان القتال. ورأى الكاتب، ان هناك صلة وثيقة بين القضية السورية والموضوع النووي الايراني، فقال ان اتساع وتنامي التعاون مؤخرا بين طهران وحزب الله ونظام الاسد، الى جانب اعترافهم جميعا بالنشاطات النووية، يشير الى انهم يعتبرون النشاطات النووية مفيدة لمحور المقاومة. ويواصل كاتب المقال مزاعمه قائلا: كحال اي تحالف، فإن اعضاء محور المقاومة سيعتمدون الخيارات السياسية الصعبة فيما اذا كانت تكاليف سياساتهم الحالية اكثر من منافعها. والهجمات الاميركية على نظام الاسد، فيما اذا نظمت كجزء من المخطط العام لإسقاط النظام، من شأنها ان تدفع طهران نحو مزيد من التدخل في سوريا، لعلها تنقذ حليفها الرئيسي. وهذا ما سيفرض تكاليف مالية وعسكرية وسياسية باهظة للغاية على ايران. ولعل هذه التكاليف تدفع حكومة ايران وشعبها الى اعادة تقييم طموحاتها في التوصل الى القدرات النووية، حسب زعم الكاتب. /2926/