يرى معهد "المجلس الاطلنطي" ان تبديل "محمود احمدي نجاد" بمفاوض متمرس ومخضرم يشتهر بلقب "الشيخ الدبلوماسي" يشكل فرصة سانحة لتسوية التوترات الطائفية المتنامية في المنطقة وانهاء الحرب الداخلية في سوريا. واشنطن (فارس) ففي تقرير له بقلم "باربارا سلافين" كتب "المعهد الاطلنطي" انه ومنذ الانتخاب المدهش ل "حسن روحاني" باعتباره الرئيس المقبل في ايران ، ركز غالبية المحللين والمراقبين على انه يتمتع بمواصفات تؤهله لتحسين العلاقات بين طهران-واشنطن، وتسوية المشاكل القديمة في خصوص البرنامج النووي الايراني. ويضيف المقال ان تبديل "محمود احمدي نجاد" بمفاوض متمرس يشتهر ب"الشيخ الدبلوماسي" يمكن ان يشكل فرصة قيمة لحل التوترات الطائفية المتنامية في المنطقة وانهاء الحرب الداخلية في سوريا. **تحسين العلاقات مع السعودية من اولويات روحاني ويشير المقال الى انه وخلال الاعوام ال16 (1989-2005) التي عمل فيها روحاني في منصب الامين العام لمجلس الامن القومي - تحسنت العلاقات بين ايران والسعوديةبشكل ملفت بعد ان كانت قد وصلت الى ادنى مستوى بعد انتصار الثورة في ايران 1979 والحرب المفروضة على ايران 1980-988 1- . وفي اول مؤتمر صحفي له بعد اختياره رئيسيا لايران في 17 يونيو حزيران ، اشار روحاني الى توقيعه على اول اتفاق امني مع السعودية عام 1998 وقال ان تحسين العلاقات مع المملكة تعد من اولويات الحكمة المقبلة. ** الظروف قد تتغير في ولاية روحاني ويشير المقال الى تصريحات روحاني القاضية بان ايران لديها علاقات ودية ومتقاربة مع دول الجوار لاسيما السعودية ويضيف: لقد اشار روحاني الى السعودية - السعودي هي من الداعمين الاساسيين للمعارضة السورية التي تقاتل قوات النظام السوري الدي يحظى بدعم ايران - وقال:"لسنا جيران فقط، بل اننا اشقاء". وكانت كل من السعودية وامريكا عارضتا مشاركة ايران في مفاوضات السلام حول سوريا، لكن هذه النظرة قد تتغير برئاسة روحاني. وكان الملك عبدالله قد هنأ روحاني في الساعات الاولى من فوزه بالانتخابات. ** فرنسا ترحب بحضور روحاني في مؤتمر جنيف ويتابع المقال بالتنويه الى ان فرنسا التي كانت تعارض بشدة مشاركة ايران في مؤتمر جنيف، هي الاخرى عدلت موقفها حيث اعلنت وكالة الانباء الفرنسية ان الرئيس فرانسوا هولاند وخلال اجتماع عقد على هامش قمة الثماني بايرلندا الشمالية قال:"موقفي انا شخصيا هو ان كان وجوده مفيدا ، فسنرحب به". ** اصرار روسي على مشاركة ايران في اي مفاوضات جديدة ويشير التقرير الى ان روسيا - الداعم الاخر للحكومة السورية - تصر على ضرورة مشاركة ايران في اي مؤتمر جديد حول سوريا. حتى ادارة اوباما التي كانت تعارض في البداية مشاركة ايران في المؤتمرات الخاصة بسوريا بدات تساورها الشكوك واشارت مؤخرا الى ان توجيه الدعوة الى الدول المختلفة يعود للامم المتحدة ولا راي لامريكا بهذا الشان . هذا فيما يواصل المتمردون الذين تكبدوا هزائم متتالية خلال الاسابيع الماضية معارضتهم لمشاركة ايران. وبحسب صاحبة المقال فان احد الطرق للتوصل الى افضل مفاوضات هي ان يتم وضع ممثلين عن المعارضة والحكومة السورية وممثل الامم المتحد الاخضر الابراهيمي في غرفة لوحدهم وان تناقش الاطراف المعنية الموضوع السوري على هامش هذا الاجتماع . ** حل الازمة السورية في القريب المنظور امر مستحيل وتعتقد سلافين ان حل الازمة السورية في القريب المنظور امر مستحيل نظرا الى ارتفاع عدد القتلى (حوالي 100 الف شخص). فضلا عن ذلك فان امريكا بدات بارسال اسلحة الى المعارضين في سوريا فيما لا تلوح في الافق اي مؤشرات عن خفض روسياوايران دعمهما لحكومة الاسد. وعلى اي حال فان روحاني كان قد اشار الى رغبة ايران بمشاركتها في عملية الانتقال السياسي عام 2014 (اي موعد انتخابات الرئاسة الجمهورية في سوريا) حيث قال في مؤتمره الصحفي:"ان الشعب السوري هو الذي يقرر مصير الحكومة السورية" التصريح الذي قوبل بتشجيع المراسلين. ** الرئيس الجديد قد يؤثر على السياسة الايرانية رغم ان روحاني لايمكنه اتخاذ قرار بشان مدى مشاركة ايران في ايران لانها من صلاحيات القيادة والمؤسسات العسكري والامنية ولكن قد يستطيع التاثير على سياسة ايران من خلال التنويه الى التكلفة السياية والاقتصادية للحرب السورية . الدعم الايرانيلسوريا - التي تعد حليف ايران منذ عام 1980- اثار استياء وسخط بعض الدول العربية السنية وقلل من حضوض المصا لحة بين ايران ومصر على عهد سلطة الاخوان كما ادى الى توتر العلاقات بين ايران وفلسطين . وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد اعلن في تجمع للاسلاميين ان مصر ستعطل سفارة سوريا في القاهرة وتستدعي سفيرها من دمشق . كما انتقد مرسي بشكل غير مباشر ايران واستخدم عبارة"بعض القوى الاقليمية التي مصر ملزمة بالتعاون معها" ولكنه خلال التنويه الى محاولات مصر الى جانب السعودية وتركيا للوساطة في القضية السورية لم يشر الى ايران . ** خلافات غير مسبوقة بين السنة والشيعة في الشرق الاوسط ويرى المقال ان من تداعيات الازمة السورية هو ابتعاد حركة المقاومة الاسلامية حماس من سورياوايران وانخفاض شعبية حزب الله (حسب زعم المقال) بين السنة العرب . وفي الحقيقة فان الخلافات بين السنة والشيعة في الشرق الاوسط خلال الفترة الاخيرة غير مسبوقة . **ايران معروفة بمهارتها في ادارة الازمات وتضيف سلافين: ان كانت ايران تريد ضمان مصالحها بفعل صعود الحركات الاسلامية فان عليها المساعدة في تسوية الازمة السورية. ورغم ان ايران معروفة بمهارتها في ادارة الازمات ، ولكن ينبغي ان لا نتجاهل بان الازمة السورية قد تزعزع استقرار العراق ( الذي تحكمه حكومة شيعية ولها علاقات ودية مع ايران ). **على اوباما ان يسعى لتوسيع نطاق الحوار مع ايران قد يكون من المبكر ان نتوقع من ايران ان تغير سياساتها التي اثارت هواجس دول المنطقة ( حسب تعبير صاحبة المقال ) على مر العقود الماضية ورسمت صورة هذا البلد بالمنطقة .ولكن على ادارة اوباما ان توسع نطاق مفاوضاتها مع ايران والا تقتصر على الموضوع النووية .ان مثل هذا لتوجه من شانه ان يقدم ضمانات لايران بان امريكا اعترفت بها كلاعب اساسي في المنطقة وسيؤثر ايجابيا على المفاوضات النووية . /2819/