نشرت مجلة "نشنال اينترست" ملخص نقاش دار بين عدة محللين سياسيين خلص الى ان الجهود التي تبذل حاليا للتوصل الى اتفاق مع الرئيس الايراني هي افضل الخيارات المتاحة، وان احتمال استسلام ايران في هذه الظروف ضئيل جدا، وان على اميركا بذل ما بوسعها لعقد اتفاق مع ايران قبل فوات الاوان. طهران (فارس) ونشرت مجلة "نشنال اينترست" المختصة في قضايا الخارجية والامن القومي تقريرا كتبت فيه: بناء على الاجتماع الذي عقد مؤخرا فإن هناك نقطتان جديرتان بالاهتمام وهما: اولا ان الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني شخصية سياسية وواقعية. وثانيا ان الحكومة الايرانية تسودها البيروقراطية شأنها شأن الادارة الاميركية. وقد شارك في حلقة النقاش، عدد من الخبراء في الشؤون الايرانية حيث اعربوا عن اعتقادهم بأن: * روحاني ملم بخفايا واسرار النظام الايراني؛ -من هو روحاني؟ استنادا الى مايقوله الاستاذ الجامعي "هادي سمتي" فأن روحاني هو شخصية سياسية بمعنى الكلمة، له علاقات واسعة مع كبار مسؤولي النظام فضلا عن جميع التيارات السياسية. كما ان روحاني ملم بخفايا واسرار النظام من منطلق انه عضو في الحرس القديم. وبعبارة اخرى ان روحاني هو "نيكسون" ايران. * رغبة روحاني بتغيير السياسة الخارجية الايرانية حقيقية؛ ويزعم سمتي ان وجهات نظر وعقائد روحاني تختلف نوعا ما عن وجهات نظر سائر المسؤولين الحكوميين؛ فهو من علماء الدين القليلين الذين يتطلعون الى التعامل مع الغرب، ورغبته بتغيير السياسة الخارجية الايرانية رغبة حقيقية. ويتابع سمتي قائلا ان روحاني يحاول الدفاع عن توجهاته السابقة حيث كان يشغل منصب كبير المفاوضين النوويين من خلال التوصل الى حل للمفاوضات. من المبكر إنهاء الازمة النووية، لكن الفرصة المتاحة امامه تتراوح بين 6 و9 أشهر، لأسباب عدة منها ان جبهة المحافظين ستعيد تنظيم صفوفها خلال هذه الفترة وان قائد الثورة الاسلامية الذي اعرب عن دعمه لمواقف روحاني الاخيرة قد يغير توجهه. فالإجماع الذي يسود طهران حاليا بشأن إنهاء المشكلة النووية دبلوماسيا قد لا يدوم طويلا بحسب هذا الخبير. * روسيا تعتبر ايران جارا جيدا؛ -علاقات ايرانوروسيا في الوقت الراهن ويعتقد المشاركون في حلقة النقاش ان العلاقات بين ايرانوروسيا هي اكثر تعقيدا مما يراها المراقبون. فالعلاقات بين الجانبين هي علاقات "تعاون" اكثر مما هي علاقات "تقارب". روسيا تعتبر ايران جارا جيدا لأنها لا تسعى الى زعزعة آسيا الوسطى، كما ان موقفهما مشترك حول الاوضاع الجارية في سوريا وافغانستان ويتعاونان في مجال مكافحة تهريب المخدرات. لكن هذه العلاقات تشوبها بعض الاشكاليات مثل كشف موسكو عن برنامج تخصيب سري ايراني وتنصلها عن تنفيذ صفقة بيع منظومة صواريخ اس 300 الى ايران. * هناك مؤشرات على التفاؤل والارتياب في آن واحد؛ -آفاق التوصل الى اتفاق نووي هنالك الكثير من المؤشرات التي تبعث على التفاؤل والارتياب في آن واحد حول التوصل الى تسوية للموضوع النووي الايراني. ويعتقد الخبراء بحسب المقال ان اي تقدم في المفاوضات النووية سيكون رهن محاولات الكونغرس الاميركي ممارسة الضغط على ايران وهذا ما تعرفه طهران. وعلى سبيل المثال يشير الخبراء الى قانون (اتش آر 850) الذي يقضي بالحيلولة دون تحول ايران الى دولة نووية ويعتبرون ان المصادقة على هذا القرار سيكون بمثابة حكم الاعدام على المفاوضات وسينسفها من الاساس. هذا فضلا عن ان ايران لن تعطل منشأة فوردو، ولن تتنازل عن حق التخصيب على اراضيها ابدا. * لا اتفاق بدون إلغاء الحظر النفطي؛ ويشير المقال الى المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها ايران ويضيف ان هذه المشاكل ادت الى ان يكون موضوع إلغاء الحظر (الحظر النفطي والمالي) من اولويات طهران. وفي الواقع ان روحاني وخلال حملاته الانتخابية اكد على ضرورة إحياء الاقتصاد الايراني والخروج من منطقة الحظر. ويرى المقال ان بإمكان اميركا ان تعمل على إلغاء الحظر بأساليب مختلفة وبالتالي تزيد من نسبة نجاح المفاوضات النووية، لأنه لا اتفاق نوويا بدون إلغاء الحظر، ومن هنا على اوباما استثمار صلاحياته وقدراته لإلغاء الحظر لمدة 6 اشهر على اقل تقدير وان يتعهد خلال المفاوضات بأنه سيعيد النظر بشأنها. كما ان بإمكان واشنطن إخراج بعض البنوك الايرانية من قائمة الحظر ورفع التجميد المفروض على بعض الارصدة الايرانية في الخارج. وبناء على استدلال الخبراء فإن هذه الاجراءات كفيلة بالتوصل الى اتفاق نووي. * هناك مؤشرات للتفاؤل بالتوصل الى نتيجة في المفاوضات؛ ويعرب المقال عن التفاؤل بشأن التوصل الى اتفاق نووي ويضيف ان التوصل الى اتفاق مؤقت له مزاياه الخاصة ومنها انه يفسح المجال امام الطرفين بالانسحاب منه ما لم يفِ الجانب الآخر بتعهداته. وجود مثل هذا الخيار يزيد من رغبة الجانبين بقبول مجازفة الدخول في الاتفاق. اما المؤشر الآخر الذي يزيد من التفاؤل فهو ان حكومة "روحاني" حكومة واعية ومحترفة ومهنية اكثر من الحكومات السابقة. هذه الحرفية يمكنها ان تعزز الثقة بالنفس لديها للصمود في مواجهة الحظر وسائر العقبات الاخرى الى ان تتكلل المساعي الدبلوماسية بالنجاح. * ما هي تبعات ونتائج اي اتفاق نووي ناجح؟ -ماذا سيحدث ان تم التوصل الى اتفاق؟ ويعتقد احد الخبراء المشاركين في جلسة النقاش ان تسوية جميع المشاكل القائمة بين ايران واميركا هي خطة طموحة جدا، ورغم ذلك فإن من شأن التوصل الى اتفاق نووي ان يشكل انطلاقة وبداية للبت في الهواجس الاخرى. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي نتائج التوصل الى اي اتفاق نووي؟. ويعتقد هذا الخبير ان روسيا ترحب بأي حل دبلوماسي، لأنها ايضا لا تريد ان تتحول ايران الى دولة نووية، وان التوصل الى حل للازمة يمكن ان يلغي خطر الهجوم العسكري الاميركي او الاسرائيلي على ايران، الأمر الذي من شأنه ان يساعد على إرساء الاستقرار في المنطقة التي تتسم بالاهمية والحيوية لموسكو. * الصين، الرابح الكبير من تحسن العلاقات بين ايران واميركا؛ ويشير خبير آخر الى وجود منافسة قديمة بين ايرانوروسيا في حقل الطاقة ويضيف ان إلغاء الحظر النفطي ضد ايران سيفتح المجال امام عودة منافس قوى لقطاع الطاقة الروسي الذي يتعرض لضغوط كبيرة اساسا، وقد تكون مدمرة في بعض الاحيان. لكن الصين ستكون الرابح الاكبر من تحسن العلاقات بين ايران واميركا وبالتبع عودة النفط والغاز الايراني الى الاسواق العالمية. * العمل على الاتفاق مع روحاني افضل الخيارات الراهنة؛ واتفق المشاركون في جلسة النقاش في النهاية ان العمل على عقد اتفاق مع روحاني بأسرع ما يمكن هو "افضل الخيارات الراهنة". لأن احتمال استسلام ايران ضئيل جدا تحت اي ظرف كان. ولذلك على اميركا ان تسعى لعقد اتفاق مع ايران قبل فوات الاوان. /2336/ 2926/