اشارت صحيفة الايكونوميست البريطانية الى الصعوبات التي تواجه المفاوضات النووية مع ايران واكدت على ضرورة بذل الجهود للتوصل الى اتفاق وعدّته افضل من جميع البدائل الاخرى. لندن (وكالات) وقالت الصحيفة في مقال نشرته في عددها الصادر يوم السبت بمناسبة قرب موعد الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 ونصحت البلدان الغربية بمواصلة اختبار هذا المسار رغم الخلافات والمشاكل الموجودة لنيل اتفاق نووي. واشارت الايكونوميست الى الجولة الاخيرة من المفاوضات النووية بين ايران و 5+1 وعدم حصول اتفاق بين الطرفين بسبب معارضة فرنسا وتساءلت عمّا اذا كان ذلك يمثل توقفا مرحليا في العملية السائرة الى الامام او انها مرحلة خرجت عن السيطرة وبامكانها اعاقة التوصل الى اتفاق دبلوماسي بين الجانبين. واشارت الى الاتفاق الاخير بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ووصفته بانه "مؤشر يحمل املا نسبيا". وكانت ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اصدرتا بيانا مشتركا حول اطر آفاق التعاون بينهما وهذا الاتفاق يسمح كخطوة اولى للوكالة بتفتيش مفاعل اراك للمياه الثقيلة ومنجم غتجين. وحول بنود الاتفاق الاحتمالي بين ايران و 5+1 كررت الايكونوميست التكهنات التي اوردتها وسائل الاعلام الغربية الاخرى (تعليق نشاطات التخصيب بنسبة 20 % ، تثبيت طاقة التخصيب في ايران خلال الاشهر الستة المقبلة، مراقبة اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % لقاء الغاء بعض موارد الحظر في مجالات صناعات البتروكيمياويات والفلزات الثمينة وصناعة السيارات والافراج عن الاموال الايرانية المحتجزة). وقالت ، يبدو ان هذا الاتفاق او صورة مماثلة عنه كان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد اعده بدعم من بريطانيا والمانيا وروسيا والصين للتوقيع عليه الا ان فرنسا ،التي اتخذت اكثر المواقف تصلبا ازاء ايران بين البلدان الغربية ، اثارت تصورات اخرى. واضافت ، من المحتمل ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد عرقل التوصل الى اتفاق بعد المكالمة الهاتفية التي اجراها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند. واردفت ، يقال ان نتانياهو قد اجرى اتصالات هاتفية مع زعماء ستة بلدان وطلب منهم اتخاذ مواقف اشد صرامة ازاء ايران. وتابعت الصحيفة ، ان فابيوس قد اعلن ان فرنسا لاتوافق على مسودة الاتفاق لثلاثة اسباب هي: الاعتراف الرسمي بحق ايران في استمرار نشاطات تخصيب اليورانيوم وعدم نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة من ايران وفي النهاية استمرار نشاطات تشييد مفاعل اراك للمياه الثقيلة، وهذه هي المحاور الثلاثة لمعارضة فرنسا للاتفاق النووي في جنيف. واعتبرت الايكونوميست ان ايا من هذه الامور الثلاثة التي عارضتها فرنسا ليست بالشئ اليسير حيث ان ايران تؤكد على حقها في التخصيب. واوضحت ، ان موضوع الاعتراف الرسمي بحق التخصيب يجب ان يدعم بخطاب لايمنح حقا مماثلا ومؤكدا لكل عضو وقع على معاهدة حظر الانتشار النووي. واوضحت ، ان موضوع اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة ربما يؤول الى الحل عبر نقله تدريجيا الى الخارج او تحويله باشراف دولي الا ان موضوع مفاعل اراك يشكل حالة استثنائية وربما يعتقد الكثير من الراغبين للتوصل الى اتفاق ان هذا الموضوع قد يفضي بالمفاوضات الى نتيجة او يفشلها. واوضحت ، انه بمجرد تدشين مفاعل اراك والمباشرة بضخ الوقود النووي فيه فان القيام بعمل عسكري ضده سيكون امرا غير ممكن لان شن مثل هذا الهجوم سيخلف تاثيرات بيئية مماثلة لما حصل في كارثة مفاعل "تشرنوبيل" . واشارت الصحيفة الى معارضة "اسرائيل" والعرب من حلفاء اميركا للتوصل الى اتفاق نووي مع ايران وقالت ان هذه المجموعة تعارض كل شئ سوى قبول ايران بجميع مطالبها وتعتقد ان التوصل لهذا الهدف يكمن في زيادة الضغوط عليها. وقالت الصحيفة ، ان البيت الابيض قد حذر لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ الاميركي من مغبة تاييد مشروع قانون يفرض حظرا جديدا على ايران يتم التصويت عليه في الكونغرس لان مثل هذه الخطوة قد تؤدي الى اشعال نيران الحرب. واردفت ، ان البيت الابيض يبالغ طبعا حيث ان اميركا لاترغب في وقوع حرب جديدة في الشرق الاوسط لكن الحظر سيعقّد عملية التوصل الى اتفاق حيث ان الحظر الجديد سيضعف مواقف الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف الذين يعدان اكثر المفاوضين الايرانيين ايجابية. واعتبرت الصحيفة ان فكرة الحصول على امتيازات من ايران ،في حال تعرضها للمزيد من الضغوط، ربما تكون خاطئة حيث ان بعض الخبراء يتصورون انه فيما لو شعرت ايران بان التوصل الى اتفاق سيحمل الاذلال مع تصور ان اميركا وحلفائها تتحمل المسؤولية عن فشل المفاوضات وعدم رفع الحظر فانها ستتخلى عن التوصل الى اتفاق نهائيا. واثارت الصحيفة في خاتمة المقال التساؤلات حول فكرة ان "الوقت يصب في مصلحة الغرب" حيث انه في حال عدم التوصل الى اتفاق فان ايران لن تحدها سوى بضعة اشهر عن التوصل الى "المرحلة الحرجة". وتابعت: انه خلال هذه المرحلة ستتمكن ايران من انتاج عدة قنابل نووية بسرعة ودون ان يمتلك العالم وقتا كافيا لابداء ردود فعل ، رغم وجود احتمال ان ايران لن تدخل في مثل هذا المسار حتى مع فشل المفاوضات الا ان معارضي التوصل الى اتفاق معها ينبغي لهم الاخذ بنظر الاعتبار بمثل هذه الفرضية لاسيما وان "اسرائيل" سترى نفسها في اسوأ سيناريو اي في وضع تقترب فيه ايران من التحول الى قوة نووية وفي تلك الحالة فان اميركا ستتهرب بقوة من القيام بخطوة عسكرية ضد ايران وفي المقابل فان "اسرائيل" ربما تستطيع لوحدها اعاقة البرنامج النووي الايراني لمدة قصيرة فقط.. ورأت الصحيفة ان التوصل الى اتفاق ممتاز مع ايران غير ممكن التحقق الا ان بذل نشاطات كافية للتوصل الى اتفاق افضل من الخيارات الاخرى يعتبر امرا ممكنا. / 2811/