أصيب 15 شخصًا على الأقل بجروح أمس الثلاثاء، في تفجير سيارة مفخخة في مرأب للسيارات في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد معقلًا لحزب الله الشيعي حليف دمشق، بحسب ما أفاد مصدر عسكري. فيما أعلن النائب اللبناني سليم سلهب، عضو تكتل التغيير والإصلاح «الممثل لتيار العماد ميشيل عون»، أن مطلب التيار الأولي الحصول على 5 مقاعد وزارية من حكومة مؤلفة من 24 وزيرًا. إلى ذلك، يعتبر تفجير الأمس الأول يستهدف هذه المنطقة منذ العام 2004 والذي أدى إلى مقتل أحد قياديي الحزب، كما أنه التفجير الأول يستهدف الضاحية الجنوبية منذ بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011. وقال المصدر العسكري (طلب عدم كشف هويته) إن «سيارة مفخخة انفجرت قرابة الساعة 11:15 صباحا (08.15 بتوقيت جرينتش) في مرآب للسيارات، قرب مركز تعاوني يعرف باسم مركز التعاون الإسلامي في منطقة بئر العبد» الواقعة في الضاحية الجنوبية. فيما عرضت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة للحزب الشيعي لقطات مباشرة من مكان التفجير، أظهرت احتراق العديد من السيارات، وجموعًا من الأشخاص المتجمعين، وأمكن في الخلفية سماع صوت شاب يطلب من المدنيين الابتعاد عن مكان الحادث. وبعد وقت قليل، فرض الجيش اللبناني طوقًا محكمًا حول مسرح الجريمة، كما ظهرت في المكان عناصر غير مسلحة ترتدي ملابس مدنية وتحمل أجهزة اتصال، وقد لفوا ذراعهم بشارات صفراء. ويرجح أن هؤلاء عناصر من حزب الله الذي يتخذ من الأصفر لونا لعلمه. ويأتي التفجير في وقت يشهد لبنان تصاعدًا في الخطاب المذهبي والسياسي على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، والذي يقسم اللبنانيين بين مؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد ومعارض له. ويعد حزب الله الذي يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، أبرز الحلفاء اللبنانيين للنظام السوري، وشارك إلى جانب قواته النظامية في المعارك ضد المقاتلين المعارضين. من جهته، قال النائب اللبناني سليم سلهب إن مطالب التيار الوطني الحر الذى يتزعمه عون، ليست عائقًا أمام تأليف الحكومة»، مؤكدًا أن التكتل جاهز لإكمال مسار التأليف، والمساعدة على ذلك، وتسهيل عملية التشكيل، قائلًا «مطالبنا لا تشكل عائقًا أمام تأليف الحكومة». وأضاف أن النية لدى تكتل التغير والإصلاح هي لتسهيل التأليف، لافتًا إلى أن الأجواء التي رشحت عن لقاء جبران باسيل وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل (عضو التكتل) مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام كانت إيجابية. وكانت تقارير إعلامية لبنانية ذكرت أن التيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد ميشيل عون طلب من رئيس الحكومة المكلف تمام سلام ب5 وزراء، فكان جواب سلام أن حصة 8 آذار (التي تضم التيار مع حركة أمل وحزب الله) مجتمعة هي 8 وزراء» وفقا لما ذكرته هذه التقارير. يذكر أن تمام سلام كلف بتشكيل الحكومة منذ شهر أبريل الماضي، عقب استقالة رئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي، الذي تقوم حكومته حاليا بتصريف الأعمال، ولم يتمكن سلام من تشكيلها إلى الآن بسبب التجاذبات السياسية التي تشهدها البلاد.