بندر أبوطربوش - المدينةالمنورة تصوير - سامي الغمري على جنبات جبلي أحد العملاق ..وجبل الرماة ..ذلك الموقع الذي لا يخلو من الزوار نهارا أو ليلا ..ولا يغادر المدينةالمنورة زائر لها الا ويضع هذا الموقع ضمن اهتماماته ..ولا غرو فهو من المناطق الإستراتيجية في غزوة أحد، وضع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسين راميًا عليه قبيل غزوة أحد وأوصاهم أن يحموا ظهور المسلمين ويمنعوا تسلل المشركين من خلفه.ولا غرو أيضا أن يأمل سكان المدينة رؤية مشروعات سياحية واستثمارية وتنموية تملأ جوانب وحول هذا المكان .حيث يستوقفنا أبوياسر الذي كان يتسلق جبل أحد مع أبنائه الثلاثة وقال إنه يتردد مع أبنائه بشكل مستمر ويقوم بشرح مبسط لهم عن جبلي أحد والرماة وعن غزوة أحد وذلك لأهمية ربط الأبناء بالماضي والمعلومات التي يتلقونها في المدارس. مرشد سياحي ويقترح أبو ياسرأهمية فكرة وجود مرشد سياحي يتحدث اللغة العربية والإنجليزية ليشرح للزوار بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وإعطائهم معلومات دقيقة عن الجبلين وخاصةً لفئة الشباب وذلك لربطهم بالماضي، ذلك لأن الشرح العملي دائمًا يرسخ في الأذهان مقارنة بالشرح النظري. بيئة استثمارية فيما قال خالد الحربي: إن البيئة المحيطة بجبل أحد وجبل الرماة بيئة استثمارية جيدة، فالكثير من الزوار يترددون على هذا المكان، ومن الملاحظ افتقاره للمشروعات الصغيرة كالأكشاك والوجبات الخفيفة وغيرها من المشروعات التي يمكن للشباب أن يستثمروا بها وتفتح لهم فرصا وظيفية كثيرة. مشروعات تنموية بينما تحدث أحمد المحمدي والذي أقترح بأن تكون هناك مشروعات تفيد سكان المدينةالمنورة وزوارها وذلك من خلال إنشاء قطار يجوب مرتادي جبل أحد بين جنباته ويأخذهم إلى جولة فوق سفوحه، بالإضافة لفكرة إنشاء تلفريك يربط جبل أحد بالمسجد النبوي الشريف ليتمكن الزوار للوصول لجبل أحد وجبل الرماة وموقع شهداء أحد بكل يسر وسهولة. رحلة تاريخية * ويأخذنا الباحث بتاريخ المدينةالمنورة الدكتور أحمد الشعبي في رحلة تاريخية معمقة مع بحثه حيث نطلع أن جبل احد هو أكبر جبال المدينةالمنورة ويقع شمالها ويبعد عن المسجد النبوي قرابة الثلاثة كيلومترات ونصف، وجبل الرماة جبل صغير يقع قرب جبل أحد ويفصل بينهما وادي قناة وهوما يسمى حديثًا امتداد وادي العاقول، جبلا أحد والرماة من الشواهد التاريخية والمعالم الإسلامية التي تزيد من جمال المدينةالمنورة الممتلئة بعبق التاريخ الإسلامي. ويرتبط ذكر جبل أحد بالمعركة التاريخية الشهيرة معركة أحد التي دارت على مقربة منه، ومما حدث في هذه المعركة وله ارتباط بجبل أحد أن النبي صلى الله عليه وسلم التجأ إليه هو وكبار الصحابة فاهتز بهم الجبل فقال عليه الصلاة والسلام: (اثبت أحد فما عليك إلا نبيّ وصديق وشهيدان)، و يبلغ طوله سبعة كيلومترات وعرضه من الجهة الشرقية قرابة الثلاثة كيلومترات، أما عرضه من الجهة الغربية قرابة كيلومترين ونصف، ويرتفع عن سطح البحر أكثر من ستمائة متر، مشيرًا الى أن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية رصدت حجم جبل أحد فاكتشفوا أن ثلث الجبل ظاهر فوق الأرض وثلثيه تحت سطح الأرض وهذا يدل على عظم وحجم هذا الجبل. وذكر الدكتور الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذا الجبل عندما رآه (هذا أحد يحبنا ونحبه) ولكي يتصور الإنسان مساحة هذا الجبل العظيم فيتأمل قوله عليه الصلاة والسلام: (من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط، فإن تبعها فله قيراطان، قيل: وما القيراطان ؟ قال: أصغرهما مثل أحد).ومن الشواهد التاريخية لهذا الجبل غزوة أحد والتي وقعت في سفوحه الجنوبية في السنة الثالثة من الهجرة والتي استشهد فيها سبعون شهيدًا منهم عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، كما يوجد في جبل أحد مكان يسمى بشِعب المهاريس وهومكان تجمع المياه في الجبل، كما يوجد به مسجد يسمى بمسجد الفسح بناه عمر بن عبدالعزيز حينما كان أميرًا للمدينة، حيث صلى النبي الكريم في هذا المكان والصحابة بعد المعركة صلاة الظهر والعصر جلوسًا. وفي هذه الفترة تم تحويل مجرى الوادي خلف جبل الرماة من جهته الجنوبية، واسمه الحقيقي جبال عينين وذلك لأن العيون كانت تجري فيه، وسمي بجبل الرماة حيث يعدّ هذا الجبل من المناطق الإستراتيجية في غزوة أحد، وقد تضاءل حجمه وارتفاعه حاليًا بسبب ارتفاع مستوى الأرض المجاورة له بالطمي الذي كانت تخلّفه السيول من وادي قناة وبسبب عوامل التعرية، حيث تم بناء مساكن فوقه قديمًا وتمت إزالتها.