ي ذكرى رحيل ابن فلسطين البار والاديب الكبير غسان كنفاني قصّتنا عجيبة شعر : محمد الاخرس إحياء لذكرى شهيد الكلمة والقضّية...غسان كنفاني قصّتنا يا سيدي قد حيّرت غسّان مع عدنان مع كنعان قصّتنا غريبة شدّت ملوك الجان لكنّما وعيتها يا سيّدي رسمتها بريشة لمّاحةٍ لوّنتها.. أسمعتها الرّمال في الصّّحراء وَزَّّعتها على مواخر البحار والقفار حمّلتها الرّياح والأمطار حكاية .. ولا حكاياألف ليلة وليلة والزّير سالم، والبسوس، أو حرب داحس... الطّويلة الشّعواء، نثرتها على مسامع الزّمان قصّة عجيبة.. ولا عجائب الدّنيا الشّهيرة الأسماء قصّتنا هناك في حيفا، تلك الّتي أعدّتنا إلى بيوتها المنسيّة الخرساء، ولم يكن في جيبنا البالية الخرقاء، تلك المفاتيح التي قد خَبّأَتْنا خلف لونها المسودّ كالزّمان حتّى رجال الشّمس ما عادوا من شدّة الجوى، وبُعدِ نجمهم، لقمة عيشهم، وحرقة الأوقات والأشياء وأنت ما فتئت ترسم الأحداث في أصفانها مُبشِّرا بها، وتتقن الفصول والأمثال والأهوال، وتقحم الأبطال في أتون وقتنا المنسيّ قبل الآن، وبعد بعد الآن، فيخرجون من بيوت الذكريات في حكايات الشّتاتِ.. والعذاب، في ثياب الأرجوان بلا وجوه أو حروف أو صدى *** قصّتنا يا سّيدي عارية،يلوكها الّذباب باتت فقط كجيفة تكالبت من حولها الضّباع والكلاب وكل ما في جعبة التّاريخ من حديث.. عن خير أمّة قد أخرجت للنّاس قد ضاع في مهبّ الريح والصّحراء والسّراب، وبات شأننا كما وصفت آنفا أو لاحقا حتىّ بلا أبواب، فنصرنا مؤجّل، وخيرنا محتكر، لغيرنا، وأرضنا ليست لنا، وبرتقالها الحزين لم يزل.. وبحرنا وجونا وبرنا، جميعها ليست لنا فأمرنا مهزلة فريدة أما بقايا حبّنا، وشعرنا، قريضنا، نشيدنا مديحنا.. هجائنا فكلها قد غُلِّفت وصُدِّرت إلى حمى من لا حمى لهم هناك في مواخير الخراب، قصتنا سحرية، تلٌّ من الألغاز، قد كنت تنوي حلّها لكنّما كانت يد الجبن الخسيسة الزّرقاءِ خلف أهداب الرّؤى وخلف هامات الحكاية بين أرتال الكلام وانقضَّت المجنونة الحمقاء في وضح الظّلام، واختطفت راوي الحكاية المشدود للأحزان، فأذن الدّيك وناح ما لاح من بعد صباح، ولم تَزَل، تلك اليد الجبانة الزّرقاء، تختطف الأقلام والأوراق والأرواح، ولم يعد من يكمل الحكاية الّتي بدأتها، والقصّة اّتي حدّدت لونها، شخوصها مكانها زمانها، لأنّهم من بعد ذاك، ضيّعوا الأوراق والأقلام الأوقات والشّخوصَ والمكان، وهاجروا إلى جزيرة الكنز ضحى، كي يكتبوا حكاية لعالم الأطفال، وحينما عادوا بها أصابهم دوار فالطّفل في حدائق الأطفال في بلادنا ما عاد كالأطفال، في تلكم الجزيرة المسلوبة الكنوز والمحار الطّفل ها هنا غدا من الرجال وبات واثقا بأنّه سيكمل الحكاية العصماء، والقصّة الشّهيدة الأركان، ويجتني لوحده تاريخنا المخبوءمن قرون وقد أصّر طفلنا الكبير أن يجدّد البناء. مع تحياتي محمد الاخرس