م. سعيد الفرحة الغامدي عندما بدأت وزارة العمل حملات تصحيح أوضاع العمالة الوافدة -غير النظامية - في المملكة انقسم الرأي العام بين مؤيد لما تقوم به الوزارات المعنية ومعارض ومستنكر لحملات التفتيش بحجة أنها في غير محلها ومضرة للمجتمع وللاقتصاد ومخالفة لأنظمة حقوق الإنسان. هذا بعض ما قيل وكتب في بداية الحملة. وها هي النتائج تثبت إن ما حصل وبعد ثلاثة أشهر من الحراك في سوق العمل لا يمكن وصفه إلا بأنه كان ضرورياً وصحياً ومفيداً وفي محله والإحصاءات الرسمية تثبت ذلك بعد أن أعلنت وزارة العمل إن ما يقارب من ثلاثة ملايين ونصف من العمالة المخالفة للأنظمة تم تصحيح أوضاعهم وان العمل مستمر لاستكمال ما تبقى خلال الأربعة الأشهر القادمة بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. صحيح أن الكثيرين تعرضوا لمعاناة ترتيب أوضاع شركاتهم ومؤسساتهم التجارية وقد كلفهم ذلك الشيء الكثير ولكن النتائج بدون شك تصب في مصلحة الوطن والمواطن والأهم أمن الوطن. العملية لم تكتمل بعد وفترة التمديد حتى نهاية العام الحالي التي أمر بها خادم الحرمين تعبر عن حرص المملكة قيادة وشعباً على حسن التعامل مع المواضيع الشائكة حتى لو كان هناك مخالفات نظامية ارتكبها الكثيرون من المواطنين في المقام الأول - الذين حصلوا على التأشيرات وسرّحوا العمالة في مدن المملكة لتسرح تمرح كما يروق لها - والوافدون الذين أتوا إلى بلدنا لكسب لقمة العيش لفترة محددة وليس لكسر الأنظمة والتعدي على حقوق المواطنين. لقد قلنا في هذه الزاوية من بداية الحملة بأن الصدمة كانت ضرورية وأن الرسالة وصلت للمخالفين والمتسترين والمتهاونين في تطبيق الأنظمة وها نحن نعود لتقييم النتائج بعد مرور ثلاثة أشهر على حملة تصحيح أوضاع العمالة الوافدة والأرقام أكبر دليل على نجاح العملية حتى ولو لم تكتمل بعد .. وأمام كل المعنيين أربعة أشهر لتصحيح أوضاعهم كرماً من ولي الأمر ومراعاة لحجم العمل ولظروف بعض المخالفين المهتمين بالبحث عن مخرج لهم لتقويم أوضاعهم حسبما تنص عليه أنظمة العمل في المملكة العربية السعودية. وهنا لابد من كلمة عن أداء الأجهزة المعنية في وزارتي الداخلية والعمل لنقول لهم أحسنتم بعد أن قمتم بالواجب حسب ما توفر لكم من الوقت والإمكانات واكتسبتم تجربة ثمينة تحت ضغط الوقت وكثافة العمل وأحسب أنكم أيضا أدركتم مدى عمق الخلل الذي كان سائداً في تطبيق الأنظمة وإن أهمية ما تقومون به محل تقدير واحترام كل مواطن يحرص على أمن واستقرار وطننا الغالي .. وخلال الأربعة أشهر القادمة ستكملون المشوار بإذن الله تعالى. من المهم جداً أن لا نعود لنفس الممارسات السابقة لان باستطاعة الأجهزة المعنية من الآن فصاعداً - بواسطة أجهزة الحاسوب- ضبط تدفق الوافدين والمغادرين على مدار العام وخاصة أثناء المواسم الرئيسة للحج والعمرة .. ومن المهم أيضاً أن يتوقف منح وبيع التأشيرات وأن يكون هناك عقوبات رادعة لكل من يخالف الأنظمة . وأختم برفع أسمى آيات التهاني لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولكل مواطن ووافد يعيش على أرضنا الطيبة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله على أمة الإسلام وهي في أحسن حال مما تمر به في هذه المرحلة الحرجة .. والله ولي التوفيق. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (23) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain