قال الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي المصري، إن «الإخوان هم من صنعوا الإقصاء ووقعوا فيه، ومصر دولة لها خصوصيتها التاريخية، لكن الجماعة بمجرد وصولهم للحكم حاولوا طمس تلك الخصوصية». وأضاف الفقي في تصريحات ل»المدينة» الإخوان لم يثبتوا أنفسهم فى إدارة مصر، ولو بقليل من الإنجازات، وكل شئ كان متوقفاً ويحتاج إلى حلول سريعة». وتابع «الأزمة الحالية سببها الرئيس الإخوان المسلمين، ولم يكن هناك حل سوى ما حدث، لأن الجماعة لا تمتلك كوادر تستطيع من خلالها حكم البلاد كما رفضوا الاستعانة بالخبرة الوطنية». وأوضح أن «مصر تعيش أزمة حقيقية ومناخ تعتريه الأزمات ليس بسبب السياسة أو الاقتصاد، ولكن السبب الأساسي في تقسيم البلاد وتحويلها إلي فسطاطين، ولا بد أن تكون هناك مصالحة حقيقية، وقبول كل طرف للآخر لأنه لا مخرج لأزمة البلاد سوى في توحيد الوطن والإلتفاف حول المواطنة»، معتبرًا أن ما تشهده البلاد من أزمات سببه الأول والأخير المنهج الإقصائي للإخوان المسلمين، وعدم إعطاءهم الفرص الحقيقية لكافة القوي الوطنية في أن تسهم في بناء البلاد وفق منظور الثورة الوليدة في 25 يناير». وشدد الفقي على أن «ال 9 شهور الأولي من حكم الإخوان جعلت الشارع أكثر قلقًا وأكثر إحساسًا بإمكانية التغيير، وأن السلطة يمكن تغييرها، وأيضاً أصبح أكثر شجاعة في وجه القيادات». مشيرًا إلى أن المصريين أصبحوا أقل فسادًا، من ناحية «المحسوبية والواسطة». مؤكداً أن جماعة الإخوان تقوم بنفس السياسات التي كان يتبعها نظام مبارك من تعاملها كجماعه محظورة». وأضاف الفقي أنه «لاخلاف على أن الإخوان وغيرهم من الأحزاب الإسلامية لهم حق الممارسة السياسية، ولكن ما يتم من قبلهم ومن قبل التيار السلفي، هو حصر لأنفسنا في إطار ضيق وفي خندق باسم الدين علي حساب الدين نفسه». وحول الخروج من الأزمة الراهنة في البلاد قال الفقي، إنه «لا بديل عن المصالحة الوطنية، فمصر لا يمكن أن تعود إلى الوراء وعلى الجميع أن يراجع نفسه». وحول رؤيته لجبهة الإنقاذ ودورها في الحياة السياسية قال الدكتور الفقي «جبهة الانقاذ كانت تلعب نفس الدور ورغبتها في الإقصاء كانت أكيدة، وهي من تسببت مع الإخوان في تقسيم الصف المصري، وتوارت خلف مجموعة من الشباب الوطني «تمرد» لأنها لم تقنع الشارع». وأضاف المفكر السياسي «طلبت من الجبهة وضع استراتيجية عامة ترتكز علي جوانب محددة لنهضة مصر، فلم يقدموا شيئا فأدركت وقتها أن الجبهة تعاني الإفلاس السياسي فرفضت الاستمرار معهم». وتابع «الساحة السياسية تعج بالصراعات والجميع تفرغ للهدم وتصفية الحسابات والتربص بالآخر على حساب وطن يئن من المشكلات المزمنة التي تبحث عن حلول جذرية».