المكان يضيق, وأشياءٌ كثيرة عالقة في ذهني. ما بعد الأرض .... حتى السماء ! ارواحٌ لا تموت, أجساد لا حياة فيها .. البعضُ منهم رحل حتى الفناء, والاخر حيٌ يرزق ....... بِروحه وطيفه الحاضر والدائم. - افصحي ! - عن شيء لعين. - لا, عن الساكن خلف لسانك. - عجز, خوف, ارتياب, حسناً سأنطق ... وهل للأمواتِ نصيبٌ في شهرنا هذا ؟ صوم, صلاة وفواصل عديدة .... وسؤال يليه ألفٌ اخرى, عن أسمائهم, أحلامهم, أعدائهم, جائعون هُم ؟ أم أن لهم ما يكفي ليسد حاجتهم ؟ باقون على دينهم؟ مُغتربون حتى أم لاجئون .... مُصنفون تماماً كأحلامنا الهاربة بعد الموت. ما لونها ؟ ما شكلها ؟ تِلك الأحلام كالجريمة, كالحادث : تركض, تبكي, تصرخ, تسقط, تموت, تحيا, تُعاتب, تمطر, تقرأ, تدين بِدين الموت وتبقى ! ولم تنتهي القصة بعد. لنشعر بِهم, لنلتمس الألم فيهم, لنعيش فقرهم, جوعهم وحتى حُزنهم .... ولنتحسس الطريق السفلي لأجسادنا فتسمو في حينها ارواحنا. - قرأتك. - لا أحد يقرأني, حتى أنا. - موعودّة. - أعلم ... أعلم, بلحية وشعر بائس. - أبداً, بصباحٍ مُقدس يا أنتِ. - عيناك كلون البرتقال ... البذور فيها مُرة, فلتصمت ! - لا بأس يا نيفين, لكن تذكري. لا أذكر شيئاً ... عدى شيءٍ واحد, فينوس, وتبعاً للصوت الآتي مني في مثل هذه الساعة سأترك نفسي له, فهو المسؤول عني .. وإن كُنت سأشبع بالحُمى فأنا راضية. 2013.7.11, نيفين نبيل محيسن.