كل عام وأنتم بخير بقدوم شهر رمضان المبارك.. تقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم، وهناك قضايا ما زالت بحاجة لحسم في هذا الشهر الكريم. وأولها وقت الدوام؛ إذ تحدد وزارة الخدمة المدنية الدوام من العاشرة صباحاً وحتى الثالثة ظهراً، وهذا وقت مزعج جداً؛ إذ إنه في قمة حرارة الشمس، ويكون الصائم في وقت الذروة من زحام السيارات والمراجعين وطبيعة العمل، ويكون وصول الموظف لبيته قرابة الرابعة عصراً، فهل ينام أم يقرأ القرآن؟؟ ثم ماذا عن المرأة العاملة؟ ومتى تُعدُّ الأفطار لأسرتها؟ وأرى أن يبقى الدوام من السابعة والنصف صباحاً أو ربما السادسة والنصف، وأن يتعود الناس على ضبط نومهم بعيداً عن السهر غير المبرر، مع استمراره حتى الثانية عشرة والنصف ظهراً؛ حيث إن الهدف من الصيام هو طاعة الله -عز وجل- والتقرب إليه والإحساس بالجوع والعطش، بل كان رمضان شعر العبادة والعمل والمعارك، ولا يوجد في موروثنا الديني إي إشارة إلى تخفيض العمل أو تغيير ساعات النهار. ولهذا كما نرجو أن يكون العام القادم بإذن الله عام الدوام الاعتيادي في رمضان، ولعل الوقت الآن متاح لدراسة متعمقة من مجلس الخدمة المدنية، بالتعاون مع معهد الإدارة العامة عن الدوام في رمضان. أما ثاني القضايا في رمضان فهي هذه المعسكرات الرياضية لأنديتنا في أوروبا في شهر رمضان؛ حيث البعد عن الأهل وروحانية الشهر الكريم، مع أنه يمكن تخفيض النفقات وإقامة المعسكرات في أبها أو الطائف أو الباحة؛ ذلك أن اللاعبين سيعانون في التدريب وهم صائمون، إضافة لطول الصيام هناك، وينبغي ألا نجامل المدربين الأجانب، وأن نحترم ديننا وخصوصيتنا الإسلامية. والغريب أن أنديتنا توزَّعت بين النمسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وغيرها، بينما مدن بلادنا لا بواكي لها. وآخر الأمور هذا الزخم الكبير من المسلسلات والبرامج الرمضانية التي يمولها التاجر؛ لكسب وخداع المستهلك مع ندرة البرامج الهادفة. ولعلي أذكِّر نفسي وأذكِّر غيري من الأثرياء والتجار -ولست منهم- بالإحسان والعطاء وتفقُّد الفقراء والمساكين والمحتاجين والمعسرين والمديونين؛ لأن الصدقة والعطاء والكرم أدعى لقبول الأعمال. كما أن المحبة والتواصي والإنفاق في رمضان يسهم في تعميق سبل التكافل بين أفراد المجتمع، ويلين القلوب ويمنع التفرقة، وينمي الإحساس بالمشاركة والمحبة والعطف بين أفراده؛ حيث قال تعالى: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [سورة البقرة].