يشدك وأنت تدخل الى مكةالمكرمة من أي جهة شئت أوجئت منظر أولئك الذين يوزعون الوجبات المجانية للصائمين وتزداد الصورة وضوحاً أكثر كلما اقتربت من البيت أو اقترب وقت الغروب !! * يأخذك شعور مفرح وأنت تشاهد مثل هذه المناظر الجميلة على مستوى الافراد والمؤسسات الكل يتسابق داخل هذا الإطار الإنساني الخيري البهيج!! * بعد الإفطار ينتابك شعور مؤلم وأنت تشهد النعمة تتحول الى مخلفات تداس بالأقدام !! مثل هذا يحدث في عرفة ايام الحج ! اذاً نحن امام شعورين متناقضين لفعل أصله محمود !! كيف نزيل هذا التناقض ؟ أو نكسر حدته على الأقل ؟ " 1 " **-الرفادة منذ أيام قريش وهي عادة أصيلة توارثها أهل مكة على مستوى الأفراد والبيوت .. اليوم زاد حجم الإنفاق على الرفادة وتشكلت الكثير من الجمعيات والمؤسسات وتسابقت بشكل محموم لتقديم وجبات للحجاج والمعتمرين .. يؤكل بعضها ويرمى أكثرها ، وأحيانا بطريقة مهينة للنعمة ( مع الأسف ) !! " 2 " * لانقول : ( لا ) للرفادة وأيضاً لايرضي أحد .. أن تكون نهاية ( النعمة ) الدوس بالأقدام !! لكنهناك حقيقة ( ما ) لا نستطيع أن نغفلها .. وهي :ليست كم تنفق ؟ ولكن كيف ؟ ومتى ؟ وأين ؟ " 3 " * من أجل ذلك نظمنا ملتقى ( للمدينة ) في جمعية الإحسان والتكافل خصصناه للحديث عن الرفادة وحاولنا من خلاله استجلاء ليس المفاهيم الأصيلة للرفادة فحسب ..ولكن المعاييرالتي تخلق كيفية متوازنة مابين ( الانفاق والحاجة والتصريف ) !! وللحق فالعناصر المشاركة بخبراتها ودرايتها وتخصصاتها أثرت الحديث بشكل نوعي استفدت منه على المستوى الشخصي ..!! " 4 " * من المفاهيم الجميلة: - أن الرفادة ليست صدقة وإنما هي ضيافة .. وفي هذا إلماحة بأن تفطير الصائم لايكون من الزكاة !! والرفادة خدمة للحاج والمعتمر وبالتالي يجب ان تتسم بالشمولية وليس فقط الاكل والشرب ويكون لها معاييرللاهداف والنتائج ! والرفادة يجب ان تتحول الى ( ثقافة ) مجتمعية وتأصيل هذه الثقافة في النفوس يبدأ من الافراد،من الاسر ،من البيوت وليست عملاً مؤسسياً مجرداً ! " 5 " * من المعاني التي وقفت عندها طويلاً هي ان مختلف الجهات الخيرية تهتم بثقافة التطوع ولاتهتم بما بعد التطوع .. فكلنا نتسابق لتوزيع الوجبات على المعتمرين لكن ارشاد المعتمر ماذا يفعل بعد ذلك ؟ لازال غائباً ..!! وكأن دور التطوع مقصور على التوزيع فقط !! وأحسب لو أن هناك أدواراً مكملة لما بعد الأكل لأسهمنا في حفظ النعمة وفي شرف أن تكون مكة نظيفة !! " 6 " * هذا جانب اتمنى ان تجعله المؤسسات التطوعية جزءاً من رسالتها .. أما الجانب الاخرالذي اشار اليه احد المشاركين وتم تداوله بألم .. هو القصورالواضح لامانة العاصمة المقدسة في ايجاد مصارف مخلفات تكون في متناول المعتمرين ! لا أحد يلوم المعتمرين إن ألقوا ببقايا الطعام على الأرصفة وفي الشوارع اين يرمونها ؟ لو وجدوا مكانا قريبا منهم لرموها فيه !! ولذلك نتساءل في استغراب : ألم يئن لامانة العاصمة المقدسة التفكير في تطوير أدواتها وآلياتها ؟ من عشرات السنين ونحن لانعرف الا (براميل ) القمامة أعزكم الله ( مزقلة ) في أماكن متباعدة .. ولا أدري هل نتوقع من معتمرأن يخرج من وسط كل هذه الجموع للبحث عن برميل قمامة ؟ لماذا لاتركب على أعمدة الكهرباء ؟ او تغرس في الارصفة صناديق ضاغطة بطريقة حديثة؟ اومصارف شفط أو أي طريقة أخرى المهم دعونا نحقق بعض الانعتاق من برميل القمامة والحاويات والسيارات التي تسد الطرق والمكنسة التي يتسول بها العامل أكثر مما ينظف ! فأم القرى في وسط هذا الزخم من الاعمار والتطوير والنقلة الكبيرة خلاقة بأفكار تخلق بيئة نظيفة من اجل صحتنا ومن اجل صحة قاصدي مكةالمكرمة وسلامتكم !! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (35) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain